كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 شخص فقدوا بصرهم بشكل دائم جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، فيما يواجه آلاف آخرون مشكلات بصرية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وفي حديث خاص لموقع فلسطين أون لاين، أكد مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية بغزة، أن أوضاع ذوي الإعاقة البصرية وصلت إلى “مرحلة مأساوية”. موضحاً أن هذه الفئة تعاني عزلة متزايدة وظروفاً غير إنسانية تتجاوز حدود الاحتمال.
وأشار عابد إلى أن المكفوفين يواجهون تحديات مضاعفة في حياتهم اليومية نتيجة فقدان الأدوات المساندة مثل العصي البيضاء والأجهزة المساعدة، إلى جانب انعدام البنية التحتية الملائمة لاحتياجاتهم لافتاً إلى أن “الكثير منهم يشعرون بأنهم عبء على أسرهم في ظل القصف المتواصل والفقر المدقع”.
وأوضح أن الأزمة الاقتصادية زادت من صعوبة أوضاعهم، حيث فقد معظمهم مصادر دخلهم، بينما تحول الاكتظاظ في مراكز الإيواء وغياب وسائل التنقل المناسبة دون وصولهم إلى المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن المخاطر الصحية والبيئية، مثل شح المياه النظيفة وتفشي الأمراض وتجمع مياه الصرف الصحي في مناطق النزوح، تعرض المكفوفين لمزيد من الأخطار.
كما أشار إلى أن الجانب النفسي والاجتماعي يعد من بين الأكثر تضرراً، إذ يعيش المكفوفون في قلق دائم وضبابية حول المستقبل خصوصاً مع تعرضهم المستمر للقصف المفاجئ.
ولفت إلى أن الحرب أفرزت مئات الحالات الجديدة من فقدان البصر، في وقت جرى فيه تدمير مراكز التأهيل الخاصة بهم ما أدى إلى حرمانهم من خدمات أساسية كتعليم برايل وتوفير الوسائل المساندة.
وحمل عابد الاحتلال المسؤولية المباشرة عن تفاقم المأساة، موضحاً أن غياب التحذيرات الصوتية الملائمة وقطع الاتصالات حال دون نزوح آمن لعدد كبير من ذوي الإعاقة البصرية وهو ما جعلهم عرضة للخطر المباشر.
ودعا إلى خطة إنسانية شاملة تستجيب لاحتياجات المكفوفين، تشمل توفير العصي البيضاء والساعات الناطقة وأجهزة برايل المحمولة، إلى جانب تطوير أنظمة إنذار مبكر صوتية وتجهيز مراكز الإيواء بمسارات إرشادية وحمامات آمنة، إضافة إلى إطلاق برامج للدعم النفسي والاجتماعي وإعادة تأهيل مراكز المكفوفين المدمرة.
أرقام مقلقة
وتشير تقديرات محلية إلى وجود أكثر من 10 آلاف شخص من ذوي الإعاقة البصرية في قطاع غزة. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة، أصيب أكثر من 1500 منهم بالعمى الدائم خلال العدوان. فيما يعاني نحو 4000 شخص من إصابات بصرية خطيرة.
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن ذوي الإعاقة خاصة المكفوفين، من أكثر الفئات هشاشة في مناطق النزاع. حيث يُحرمون من الرعاية الصحية والتعليمية ويجدون صعوبة في الوصول إلى المساعدات.
أما مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد شددت على ضرورة تأمين ممرات آمنة وخدمات خاصة لهذه الفئة، غير أن هذه النداءات، كما يصفها الناجون في غزة “لا تزال حبراً على ورق.”