لم تكن تتوقع السباحة الأمريكية الشابة آلي ترويت (25 عامًا) أنها ستتعرض لهجوم شرس من سمكة قرش، خلال احتفالها بتخرجها من جامعة ييل الأمريكية سيودي لبتر ساقها.
في مايو وأثناء سباحة آلي قرب الشعاب المرجانية في جزر توركس وكايكوس، وهي إقليم بريطاني ما وراء البحار في البحر الكاريبي.
هجوم سمكة القرش أسفر عن بتر ساقها من فوق الركبة، بعدما نجت من الموت بأعجوبة، بفضل تدخل صديقتها التي نجحت في وقف النزيف، قصة آلي ترويت نُشرها موقع People.com، وهو موقع إعلامي أمريكي شهير.

آلي تمكنت، رغم إصابتها، من السباحة لمسافة 75 ياردة حتى القارب، حيث تم تثبيت رباط ضاغط لوقف النزيف، وبعد نقلها إلى نيويورك، خضعت لعدة عمليات جراحية، واتخذ الأطباء قرار بتر ساقها في يوم عيد ميلادها الثالث والعشرين.
رغم بشاعة الحادث، والصدمة التي تلقتها آلي في مقتبل عمرها، لكنها لم تكن نهاية مشوارها الرياضي، بل بداية فصل جديد من التحدي، فبعد شهرين فقط، بدأت ترويت تدريبات مكثفة مع مدربها السابق في فريق سباحة جامعة ييل، حيث تعلمت من جديد كيفية السباحة، والانطلاق من اللوحات، والانعطاف، والتوازن باستخدام ساق اصطناعية.
في وقتٍ قياسي، تأهلت للمشاركة في أول بطولة بارالمبية أمريكية، قبل أن تتوج في بارالمبياد باريس 2024 بميداليتين فضيتين، الأولى في سباق 400 متر حرة بزمن بلغ 4:31.39 دقيقة محققة رقمًا أمريكيًا، والثانية في سباق 100 متر ظهر.
رغم أن أصوات المياه كانت تثير لديها ذكريات مؤلمة في البداية، فإن العودة إلى المسبح – كما صرّحت لاحقًا – أعادت إليها شعورًا بالسلام الداخلي.

بعد فترة قصيرة من عودتها إلى الرياضة، أطلقت ترويت مؤسسة خيرية تحمل اسم “أقوى مما تظن” (Stronger Than You Think)، تهدف إلى دعم الأشخاص في الحصول على أطراف اصطناعية، وتعزيز السلامة المائية، وتشجيع المشاركة في الرياضات البارالمبية.
هجمات القروش… أرقام عالمية
ورغم ندرة الحالات التي تشبه ما مرت به ترويت، فإن ملف الهجمات الدولي (ISAF) التابع لجامعة فلوريدا – وهو السجل الرسمي العالمي لهجمات أسماك القرش – يشير إلى أن عدد الهجمات غير المستفزة لأسماك القرش حول العالم يتراوح سنويًا بين 50 إلى 70 حالة، فيما تُسجل 5 إلى 15 حالة وفاة سنويًا.
هذه الأرقام تؤكد الطابع العالمي للظاهرة، وتشمل جميع المناطق الساحلية حول العالم، وليس الولايات المتحدة وحدها، رغم أن الأخيرة تسجل النسبة الأعلى من الهجمات سنويًا. كما توضح البيانات أن معظم الهجمات لا تؤدي إلى الوفاة أو بتر الأطراف، ما يجعل تجربة ترويت استثنائية ونادرة في سياقها الإحصائي والطبي والرياضي.