أكدت الباحثة د. مريم علي سعيد اليماحي الحاصلة على الدكتوراه في التربية الخاصة، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة إنسانية واعدة في تعزيز دمج وتمكين ذوي الإعاقة خاصة الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية، في البيئات التعليمية والمجتمعية.
وجاء ذلك خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر للابتكار والتعليم، الذي عقد تحت شعار”الابتكار في التعليم والقيادة التربوية في ظل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي” حيث قدمت د. اليماحي دراسة علمية بعنوان”استخدام برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي في تنمية المهارات الأكاديمية وتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية المدمجين”.
وشملت الدراسة عينة من 20 طفلاً من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة خضعوا لتجبة برنامج تعليمي ذكي مصمم وفق احتياجاتهم الفردية. وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في الأداء الأكاديمي والسلوك التكيفي، ما يعكس جدوى توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم هذه الفئة.
وفي السياق ذاته كشفت د. اليماحي عن إطلاق مبادرة وطنية مبتكرة بعنوان “ذكاء داعم” تهدف إلى تطوير منظومة ذكية شاملة تقدم خدمات تعليمية ورعائية لأصحاب الهمم وأسرهم. وتعتمد المبادرة على منصة رقمية تفاعلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتضم أدوات للتعلم التكيفي وتحليل السلوك والتواصل الصوتي والمرئي إلى جانب دعم نفسي واجتماعي للأسر.
وأوضحت أن المبادرة تأتي انسجاماً مع رؤية الإمارات 2071 لبناء مجتمع رقمي شامل وتُعد امتداداً لمسيرتها البحثية والعلمية. مشددة على أهمية الشراكة بين الجهات الحكومية والخاصة لتوسيع نطاق تطبيقها.
وكانت د. مريم اليماحي قد حصلت على المركز الثاني مناصفة على مستوى الوطن العربي في منافسات الموسم الخامس من جائزة”مبتكرون” عن مشروعها “ذكاء داعم” الذي يمثل منظومة متكاملة للرعاية والتعلم التكيفي باستخدام الذكاء الاصطناعي. ووصفت الفوز بأنه “إنجاز أعتز به كثيراً، وهو ثمرة جهد دؤوب وشغف مستمر لخدمة فئة غالية على قلوبنا”.
وختمت بالقول”الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية بل هو أداة للتغيير الإيجابي، تمنح ذوي الإعاقة فرصاً حقيقية لحياة أفضل وأكثر استقلالية”.