تنظم الجمعية التونسية لمساعدة الصم – فرع بنزرت، يومي 16 و17 أكتوبر 2025، مبادرة خاصة بمقرها في مدينة بنزرت شمال تونس لتسليم آلات سمعية متطورة لعدد من الأطفال المستفيدين.
وتهدف المبادرة إلى تمكين الأطفال الذين يعانون ضعف السمع من الاندماج في المجتمع وتحسين قدراتهم على التواصل والتعبير والتعلّم، ضمن رؤية أشمل لتكافؤ الفرص في التعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.
وتأتي المبادرة بالشراكة مع القسم الجامعي لأمراض الأذن والأنف والحنجرة بالمستشفى الجهوي في منزل بورقيبة، حيث أشرف على تنفيذها عدد من الأطباء والأخصائيين في مجالات السمع والنطق، وهي الشراكة التي مثلت نموذجاً عملياً للتعاون بين الجمعيات المدنية والمؤسسات الطبية، من أجل تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة للأطفال الذين يواجهون تحديات سمعية تعيق تواصلهم الطبيعي مع محيطهم المدرسي والأسري.
وتشمل المبادرة سلسلة من الفحوصات الدقيقة لكل طفل مستفيد، بدءاً من اختبارات السمع الوظيفية مروراً بالتقييمات النطقية وصولاً إلى تحديد نوع الجهاز السمعي الأنسب لكل حالة. وحرص الأطباء المشاركون على متابعة كل مرحلة من مراحل التشخيص لضمان ملاءمة الأجهزة الجديدة لاحتياجات الأطفال، بما يحقق أقصى استفادة ممكنة من التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال.
وتشهد الفعالية حضور عدد من الأخصائيين الدوليين، من بينهم أخصائي في قياس السمع من فرنسا وطبيبة مختصة في أمراض الأذن والأنف والحنجرة قدمت من فرنسا أيضاً للمشاركة في هذه التظاهرة.
وأسهم هذا الحضور في تبادل الخبرات بين الكفاءات التونسية ونظرائهم الأجانب، خصوصاً في ما يتعلق بالتقنيات الجديدة في زراعة القوقعة والاختبارات السمعية المتقدمة وأساليب التأهيل بعد تركيب الأجهزة.
وتعد الجمعية التونسية لمساعدة الصم من أبرز الجمعيات الناشطة في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في تونس، ودأبت منذ تأسيسها على نشر الوعي المجتمعي بضرورة تمكين هذه الفئة من حقوقها الأساسية في التعليم والصحة والعمل، إضافة إلى تعزيز قدراتهم على التواصل والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
وتعمل الجمعية عبر فروعها المختلفة على تنظيم ورش تدريبية للأسر حول طرق التعامل مع الأطفال فاقدي السمع أو ضعاف السمع، إلى جانب حملات التوعية الدورية التي تشجع على الكشف المبكر عن مشاكل السمع لدى الأطفال في سنّ مبكرة.
وترى الجمعية أن تمكين الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من الحصول على أجهزة سمعية متطورة استثمار في مستقبلهم التعليمي والاجتماعي، إذ تمثل هذه الأجهزة الوسيلة الأولى للانفتاح على العالم الخارجي وللتواصل مع الأقران في المدرسة والمجتمع.
كما أكدت الجمعية أن نجاح المشروع ما كان ليتحقق لولا التعاون المستمر مع القطاع الصحي العمومي والدعم الذي تلقته من أطباء وأخصائيين محليين ودوليين آمنوا بحق كل طفل في السمع والتعلم والتعبير عن ذاته.