تسعى اليابان إلى فتح آفاق جديدة في عالم الترفيه الرقمي، من خلال تطوير تقنيات تجعل ألعاب الفيديو أكثر شمولًا وقابلية للوصول لجميع اللاعبين، بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
لم يعد اللعب حكرًا على من يستطيعون استخدام أيديهم، بل أصبح بإمكان من يواجهون صعوبات حركية التحكم في الألعاب باستخدام الخدين أو القدمين أو حتى العينين، في ثورة تكنولوجية تحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا.
منطقة جديدة مخصصة للألعاب الميسّرة
في معرض طوكيو للألعاب الذي أقيم في مدينة تشيبا خلال شهر سبتمبر الماضي، لفتت الأنظار منطقة مبتكرة خُصصت لأول مرة لتجارب «الألعاب الميسّرة الوصول».وقد شاهد الزوار فيها لاعبين يخوضون مغامرات إلكترونية دون استخدام أيديهم، في مشاهد مؤثرة أثبتت أن التكنولوجيا قادرة على كسر الحواجز وفتح الأبواب أمام الجميع للاستمتاع بعالم الألعاب.

ابتكار يغيّر قواعد اللعب
من أبرز ما عُرض في هذه المنطقة نظام تحكم متطور طوّرته شركة Technotools Corp اليابانية، ومقرّها في طوكيو، والمصمم خصيصًا لجهاز نينتيندو سويتش، يتيح هذا النظام للاعبين التفاعل مع اللعبة بطرق غير تقليدية، اعتمادًا على قدراتهم الجسدية المختلفة.
فيمكن، مثلًا، تحريك عصا التحكم أو الضغط على الأزرار بواسطة القدم أو الكوع، كما يمكن توصيل جهاز تتبع حركة العين بالشاشة، ليتمكن المستخدم من التحكم الكامل في اللعبة بنظراته فقط.
أوضح شينتارو شيمادا، الرئيس التنفيذي لشركة تكنوتولز، أن فكرة الجهاز وُلدت من تجربة واقعية مؤثرة، قائلاً:«لقد استوحينا الفكرة من شخص كان يعشق ألعاب الفيديو، لكنه لم يعد قادرًا على ممارستها بسبب مرض متقدم، أردنا أن نعيد له ولمن يشبهونه، متعة اللعب بطريقتهم الخاصة».
الألعاب للجميع
تواصل شركات الألعاب اليابانية ريادتها في هذا المجال عبر تبنّي مفهوم «الألعاب للجميع»، ليس فقط بوصفه توجهًا تقنيًا، بل كرسالة اجتماعية تهدف إلى تحقيق المساواة ودمج جميع الفئات في تجربة اللعب.
ومع هذا التوجه، لا تكتفي اليابان بتطوير أدوات جديدة، بل تعيد تعريف فلسفة الترفيه نفسها، لتؤكد أن المتعة حق إنساني شامل لا يُستثنى منه أحد.


.png)


















































