في الولايات المتحدة، تمكن راسل ليمان، الذي ترك الدراسة في الصف الخامس الابتدائي، من تحويل تحدياته الشخصية إلى مسار مهني ملهم في مجال الدراسات الجامعية للإعاقة
حسب موقع «يو إس إيه توداي»، يعاني ليمان منذ طفولته من اضطراب الوسواس القهري، والتوحد غير المشخّص، والرهاب، ما جعله يشعر بالخجل والعزلة لفترات طويلة، ودفعه الانسحاب من المدرسة الرسمية لمدة 15 عامًا.
لم يُشخّص ليمان بالتوحد إلا في الصف الخامس، بعد فترة قضاها في جناح للأمراض النفسية إثر تعرضه لأزمة بسبب تركه المدرسة. وعانى خلال طفولته من الإهمال التعليمي والصدمة الاجتماعية، ما انعكس على حالته النفسية لفترة طويلة، إذ فشل في إعادة الاندماج في المدرسة الحكومية عدة مرات، ولجأ إلى التعلم عبر الإنترنت.
وقال ليمان إن هذه التجربة علمته أن يخفي هويته ويعيش تحت وطأة الخجل، معتبراً نفسه منسيًا من العالم، لكنه لم يكن استثناءً بين الأطفال ذوي الإعاقة الذين يواجهون مشاكل الصحة النفسية وصدمات الطفولة المتكررة، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
عاش ليمان فترات طويلة من العزلة والوحدة، واصفًا نفسه بأنه «جرح حي يمشي على قدميه». ورغم الرغبة في الانخراط مع الآخرين، لم يجد الدعم الكافي لتجاوز تلك الفجوات، ما ترك أثرًا عميقًا على تجاربه العاطفية في شبابه، وخاصة في الصداقات.
وفي عام 2012، ومع نوبة اكتئاب حاد، وجد ليمان متنفسه في الكتابة، مستلهمًا من أعمال إدغار آلان بو، وأصدر لاحقًا كتابه «من الداخل إلى الخارج: قصص وقصائد من عقل توحدي»، كما بدأ المشاركة في محاضرات عامة، منها منصة TED عام 2022، لنشر تجربته والتوعية بالتحديات التي يواجهها الأفراد ذوو الإعاقة.
يشير ليمان إلى أن سوء فهم المعلمين لسلوكياته، مثل الحركات التكرارية التي يستخدمها لتنظيم أعصابه، كان يُفسر أحيانًا كتهديد، مما أدى إلى عزله أكثر وفرض قواعد تعليمية لم تكن تراعي اختلافاته العصبية. ويضيف أن هذه التجارب شكلت أساسًا لما يسميه «التمثيل الدائم» في حياته اليومية، حيث كان مضطرًا لإخفاء مشاعره والظهور بمظهر طبيعي فقط من أجل الاستمرار في الحياة اليومية.
بدأ ليمان في يناير 2025 بتدريس مقرر دراسي في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، يركز على النموذج الطبي مقابل النموذج الاجتماعي للتوحد والتنوع العصبي، مشيرًا إلى أن إدماج هذا النموذج، الذي يعالج العوامل الاجتماعية والبيئية المؤثرة على الإعاقة، يعد من أهم إنجازاته.
ويؤكد أن رؤية التسهيلات والدعم المتاح الآن للطلاب المصابين بالتوحد، والتي كانت غائبة تمامًا أثناء نشأته، تُعد تجربة «مرّة وحلوة في آن واحد». ويضيف ليمان: «نتمنى أن نعتقد أننا قطعنا شوطًا طويلًا، وقد فعلنا، لكن سقف التوقعات كان منخفضًا جدًا في البداية. لا يزال أمامنا الكثير من العمل».
https://www.aol.com/5th-grade-dropout-now-teaching-125453291.html