قالت السيدة حنان العنزي رئيس مجلس إدارة «جسور» إن فكرة تأسيس جسور انطلقت من إيمان قوي بأن ذوي الإعاقة يحتاجون إلى فرصة عادلة، تنقلهم من موقع الشفقة، إلى موقع التمكين، والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، وطرح المبادرات، كي ينتقلوا من موضع الشفقة إلى التمكين.
فكرة «جسور»..إيمان بالعدالة
وأكدت حنان العنزي، عندما حلت ضيفة على برنامج «مساء الخير يا كويت» مساء أمس الثلاثاء، أن ما وجّهها نحو هذا الاتجاه، كانت كلمة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، التي ألقاها في النادي الكويتي الرياضي للمعاقين، حيث طلب من المجتمع المدني أن يكون فاعلًا في تمكين هذه الفئة.
قالت: «بصراحة الشئ الذي وجهني في هذا الاتجاه، و أثار شغفي بالفكرة، كان سمو الشيخ مشعل أمير البلاد، حفظه الله، وأطال عُمره، حضرت له في النادي الكويتي الرياضي للمعاقين إحدى الكلمات اللي ألقاها، وحينها طلب من المجتمع المدني أن يكون فاعلا، وكوني أعمل في القطاع الخيري، وفي الجمعيات الخيرية، وكنت دائمًا أميل للمشاريع الخيرية التي تدعم ذوي الإعاقة، فلاقى كلامه هوى في نفسي، فقررت أن يكون التمكين حقيقي».
وأكدت العنزي في حديثها لبرنامج مساء الخير يا كويت، أن كلمات سمو أمير الكويت أصبحت بالنسبة لها هاجسًا، ومسؤولية شخصية، قائلة:«للأمانة، هذه الكلمة أصبحت هاجسا بالنسبة لي، وكأن والدي طلب مني أمرا، فكان لابد أن يُنفذ على أكمل وجه».
مفهوم التمكين.. مشاركة حقيقية في القرار
وعن مفهوم التمكين من واقع خبرتها في العمل الخيري، وخصوصا ملف ذوي الإعاقة، تقول: «بالنسبة لي التمكين هو أن أشاركهم في القرار، لا أن أضعهم موضع القرار أو الاختيار، أن يكونون هم شركاء في قراراتهم اللي تصب في مصلحتهم، وفي صياغة القوانين، وأن أُمكنهم في المجتمع وظيفيا، وإتاحة فرص العمل، وفي التعليم، وفي القيادة، وأيضا فى المناصب».
وأشارت إلى أن احتكاكها المباشر بفئة ذوي الإعاقة كشف لها عن قدراتهم الكبيرة: «بصراحة عندما تعاملت معهم، واندمجت في مجتمعهم، وجدت لديهم قدرات خارقة، ونحن فى الكويت نراهم -ما شاء الله- يحضرون إلينا الجوائز، ويحصدونها، فهم بالنسبة لنا مفخرة في الكويت، أولادنا من فئة ذوي الإعاقة دائما وأبدا ما يرجعون لنا محملين بالذهب من كل الاتجاهات، في الاختراعات، في التعليم، في الابتكار، ما شاء الله عليهم».
واعتبرت حنان العنزي أن الدولة تقوم بدورها في الدعم، بينما دور المجتمع المدني هو إبراز تلك الطاقات، قالت: «إن دولة الكويت توفر لهم كل الإمكانات ودورنا نحن كمجتمع مدني، أو كقطاع خاص، أن نبرز هذه العطاءات، وهذه القدرات عندهم».
واستعرضت العنزي في حديثها عبر التلفزيون الكويتي الأثر العميق لتجربة مبادرة «نعمتي»، التي شارك فيها عدد من الأشخاص من ذوي الإعاقة، وقالت: «كان أثر ذلك رائع جدا، واستشعروا أنهم في موضع العطاء لا الأخذ، في موضع المنح لا الاستعطاف».
وأضافت:« نعمتي مبادرة جميلة ورائعة، تحفز أولادنا على قيمة النعمة، والحفاظ عليها، ولديك في مجتمعك ناس تحتاج منك أن تحافظ على النعمة، وأن توصل لهم احتياجاتهم، فكان دورنا أن نضعهم في وضع المعطي، لا الآخذ، أي أن تعطي وتمنح، وكان شعورهم وتفاعلهم رائع جدا فى هذه المبادرة».
مشروع «الكسوة المدرسية» دمج وتفاعل إنساني حي
وتحدثت العنزي عن مشروع «الكسوة المدرسية»، الذي حمل طابعًا إنسانيًا مميزًا: «أنا دائمًا أجلس معهم في نقاشات، وأخصص في الشهر جلسة حوارية معهم، آخذ منهم وأسمع مطالبهم التى يريدونها، وأتعرف على احتياجهم، وما يريدون تنفيذه في المجتمع، وعندما تناقشت معهم، قلت لهم: نحن الآن في موسم المدارس داخل علينا، ونريد تنفيذ فكرة، فما رأيكم هل تشاركون؟».
وتابعت: «الأفكار طلعت عجيبة، هناك مَن قال نريد التغليف بالطريقة الفلانية، ومن قال لا، خلونا نركز على المرحلة الابتدائية، اللي قال على المتوسط، عطاءاتهم وطاقتهم وحبهم عجيب»
وأضافت:«فشاركناهم في هذه المبادرة سواء في التغليف أو الشراء أو التوزيع، و حتى تصنيف الفئات، فكان شعورهم رائع، حتى تعاملهم مع الأطفال، لدرجة أن بعض الأسر عندي، بعدما خلص موسم المدارس، ووزعنا وخلصنا، يدخلون عندي على الواتساب، يقولون: نريد محمد، نريد خالد، متى بنشوفهم؟».
وأكملت العنزي:«في أيام معدودة أصبح لديهم هذا التآلف، وهم ما شاء الله عليهم صفتهم وميزتهم الحب والنقاء في العطاء، قلوبهم جدًا رائعة، ومشاعرهم فياضة، فإنك توظفينها في شيء يخدم المجتمع شيء رائع».
وأوضحت العنزي أن فعالية نهاية الصيف حملت رسالة إنسانية هادفة، قالت:«بصراحة الرسالة التى كنت أريد إيصالها أن الدمج متعة وليس واجب، يعني هو واجب، لكن يتحلى بالمتعة، إنك تدمجهم لابد أن تكون هناك متعة في الدمج، لا أن تفرض عليهم الدمج، وكأنه واجب، ويلا تعال ندمجك، الكلمة مزعجة تعال ندمجك!!».
وأضافت:«عندما حولنا الدمج إلى متعة وترفيه، وكان بين الأصحاء وبين أولادنا من ذوي الإعاقة، كان الجو جدًا رائع، وعجيب، وكان يوم كامل برعاية إحدى الشركات، وبالتنظيم والتعاون بيننا وبين الفريق التطوعي، كانت فعالية رائعة، وكانوا سعداء للغاية، وأحببنا اختتام فصل الصيف معهم بذكرى جميلة لهم».
معرض «إشراقة أمل» واليوم المهني للمعاقين
وعن مشاركتهم في اليوم المهني لذوي الإعاقة، ومعرض «إشراقة أمل»، قالت العنزي: «بصراحة أنا لا أنكر دور القطاع الخاص، فهو دور جبار وعظيم جدا، وجدنا الشركات ظلت تسعى في توظيفهم، وعندما نخاطب بعض الشركات، لدينا أشخاص مؤهلين، وأصحاب شهادات، فلما كنا نسعى لهم كانت عندهم فرص وظيفية رائعة».
وأضافت: «أنا أشكر القطاع الخاص الدؤوب على توظيف أولادنا ،من ذوي الإعاقة، وأيضًا توجهنا إلى إبراز بعض الفنون لديهم، يعني عندنا شريحة كبيرة من أولادنا من ذوي الإعاقة فنانين في الرسم، وأيضًا في بعض الأشياء الحرفية، مثل النجارة أو الرسم على الزجاج»
وتابعت: «بادرنا بمخاطبة بعض الجهات، وما شاء الله كان هذا المعرض “إشراقة أمل” غطى أغلب الناس ممن شاركوا معنا من أولادنا من ذوي الإعاقة، على جميع الأصعدة، في جميع القطاعات، في المبادرات، في الجمعيات التي ترعى ذوي الإعاقة، وكان من أنجح المعارض في الكويت».
تكريم جسور فى المؤتمر الخليجي الأول للهلال الأحمر
وتحدثت السيدة حنان العنزي عن تكريم مبادرة جسور في المؤتمر الخليجي الأول للهلال الأحمر، والذي جاء تتويجًا لتميز المنصة الرائدة بالعمل الإنساني، في توظيف التكنولوجيا لخدمة ذوي الإعاقة.
وقالت:«الحمد لله نحن في جسور فعّلنا دور الترجمة الفورية، لأننا نحرص على أن نخدم أولادنا ذوي الإعاقة بكل الفئات، فكان لدينا اهتمام بالترجمة الفورية لأولادنا، من ذوي الإعاقة السمعية».
وعبرت حنان العنزي عن فخرها بهذا التفرد، وقالت: « تميزنا في أن نوظف الذكاء الاصطناعي في فلاشات معينة، وفيديوهات، وأيضًا تميزنا ونفتخر أننا قدمنا أول نشرة إخبارية في العالم، تتكلم عن ذوي الإعاقة، وإنجازاتهم حول العالم، ليس فقط في الكويت، ولكن حتى في الصين واليابان وأوروبا، بطريقة كرتونية، استخدمنا فيها الذكاء الاصطناعي، وطوال فترة المؤتمر، وفرنا مترجمين لغة إشارة، ومن خلال ذلك كان التكريم لنا».
وقالت العنزي عن إصدار مجلة جسور الورقية بلغات متعددة، إنه أمر يشعرني بالفخر والامتنان:« هذا إنجاز أفتخر به، نحن أول مجلة كويتية، وافتخر أنها كويتية، ويزيدني الفخر أنها كويتية، وتصدر باللغات العربية، والإنجليزية، وبرايل والصينية، وتوزّع في أماكن عامة مهمة داخل الكويت وخارجها».
وأضافت: «توزع مجلة جسور في قاعات الانتظار في الخطوط الجوية، وموجودة أونلاين، رؤيتنا أن نحقق الشمولية، وأن جميع الناس تقرأ، ونفتخر في عطاءات بلدنا لأولادنا، ودعمهم لذوي الإعاقة، وأن يصبح صوتنا مسموع من الكويت حول العالم».
نشرة أخبار جسور.. تجربة إعلامية عالمية بصوت كويتي
وتحدثت العنزي عن النشرة الإخبارية الخاصة بـ جسور، قالت:«نشرة أخبار جسور هي النشرة التى أيضًا نفتخر بحمد الله، أنها أول نشرة حول العالم تختص بذوي الإعاقة، واخترنا أن تكون بشكل كرتوني جميل، ومبتكر، يجذب أولادنا، لكي يتابعوا أخبار ذوي الإعاقة حول العالم، ابتكرنا شخصية خاصة أسميناها، جسور، في استوديو أخبار خاص، يقف جسور يتكلم، ووضعنا كل الأخبار حول العالم، وليس فقط في الكويت أو الوطن العربي».
وردًا على سؤال حول اللغة المستخدمة في النشرة، قالت: «اللغة العربية، وبالطبع لدينا في المنصة مترجم لغة إشارة، وأيضًا اخترنا أن نضعه في المنصة، كما نراعي المصابين بعمى الألوان، الذين يستطيعون التحكم فيها، فنحن غطّينا كل الأمور، وأيضًا المنصة نفسها تتحول من عربي إلى إنجليزي».
رسالة وفاء لسمو أمير الكويت
واختتمت السيدة حنان العنزي اللقاء برسالة وفاء لسمو أمير الكويت، قالت فيها: «وختامًا، أنا فقط أحب أن أقول، كل ما ترونه من جهد، سُئلت عنه كثيرًا، سئلتُ إلى أين سنصل، وأين سأتوقف؟ لكن أنا لا أستطيع التوقف، وأرجع وأقول، لما أبونا طويل العمر يوجه في أمر ما، أنا أحب إنه يكون على مستوى يليق باسم الكويت».


.png)















































