موجلييت: التمنيات الطيبة لا تغير واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في مالطا

موجلييت: التمنيات الطيبة لا تغير واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في مالطا

المحرر: سماح ممدوح حسن-مالطا
ذوى الهمم

أكدت مارثيز موجلييت، رئيسة اتحاد مالطا لمنظمات الأشخاص ذوي الهمم. أن موسم الأعياد، الذي يتبادل فيه الناس التمنيات بعيد ميلاد سعيد لا يحمل بالضرورة معنى حقيقيًا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. فالتمنيات الطيبة، مهما كثرت، لا تنعكس وحدها على تحسين جودة حياتهم أو تغيير واقعهم اليومي.

قرارات حكومية تقيّد حياة ذوى الهمم

وخلال العام الماضي، واصل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين. الاحتجاج وتسليط الضوء على العوائق والإخفاقات المتراكمة. التي تحرمهم من حقهم في العيش باستقلالية وكرامة داخل المجتمع. ومع تكرار هذه النداءات، لم يعد من الممكن تجاهل هذه القضايا أو تأجيل التعامل معها.

وفي هذا السياق، توضح موجلييت أن المسؤولية لا تقع على عاتق وزارة واحدة بعينها، بل تمتد لتشمل تقريبًا جميع الوزارات. إذ تتحمل كل منها مسؤولية مباشرة عن سياسات أو خدمات أو قرارات تقييد حياة الأشخاص ذوي الهمم.

ومن هنا، يصبح لزامًا على كل وزارة تحمّل مسؤولياتها بوضوح. وأن تعترف بأن أفعالها أو تقاعسها، يسهم في تكريس الإقصاء وعدم المساواة وتعميق المعاناة.

وتشير موجلييت إلى أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لا يشكلون فئة متجانسة، فاختلاف الإعاقات يفرض حلولًا متنوعة ومقاربات متعددة.

ولذلك، تؤكد على أهمية احترام مبدأ «لا شيء يخصنا دوننا» وتطبيقه بصدق، لا الاكتفاء برفعه كشعار.

ضرورة إشراك ذوي الإعاقة فى القرارات المتعلقة بهم

وانطلاقًا من ذلك، تشدد على ضرورة إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة عبر منظماتهم غير الحكومية الممثلة لهم. بوصفهم شركاء متساوين في جميع النقاشات والإصلاحات وعمليات صنع القرار.

وفي هذا الإطار، يدعو اتحاد مالطا لمنظمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب القرار إلى تجاوز الإيماءات الرمزية والخطاب الإنشائي. والانتقال إلى خطوات عملية ملموسة.

فبحسب الاتحاد، يجب أن تتجسد روح عيد الميلاد في أفعال حقيقية. تسترشد باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لا في كلمات عابرة.

كما يؤكد الإتحاد أن المجتمع المالطي لم يعد يحتمل التعامل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم مسألة ثانوية. بل يجب الاعتراف بهم بوصفهم أطرافًا أساسيين في صياغة السياسات العامة.

وتوضح موجلييت أن أي تحسن حقيقي في جودة حياة المواطنين المالطيين لن يتحقق. إلا عندما يضع صانعو القرار الأشخاص ذوي الإعاقة في صميم جميع النقاشات المتعلقة بالسياسات العامة وآليات تنفيذها. فهذا التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا وواجبًا أصيلًا من واجبات حقوق الإنسان.

نقطة تحول حاسمة تأتي فى عام 2026

وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع اتحاد مالطا لمنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة أن يشكل عام 2026 نقطة تحول حاسمة.

إذ يؤكد الاتحاد ضرورة تطوير السياسات والمبادرات في مختلف الوزارات. خاصة التي تؤثر مباشرة في حياة المواطنين. من خلال حوار جاد ومنظم ومستمر مع الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم.

وفي ختام رسالتها، تؤكد موجلييت أن رسالة عيد الميلاد يجب أن تقوم على المساءلة والالتزام بالتغيير. مشيرة إلى أن تغيير المواقف لا يقل أهمية عن تغيير السياسات. خصوصًا لدى من يمتلكون السلطة والقدرة على إزالة العوائق وتحقيق المساواة.

كما يذكّر اتحاد مالطا لمنظمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالتزامها بأجندة التنمية المستدامة 2030. وأهداف التنمية المستدامة.

المقالة السابقة
 اليمن.. ورشة تشخيصية في عدن ترسم خارطة طريق لدمج ذوي الإعاقة السمعية