قام سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء الكويتي، يرافقه عدد من الوزراء، بجولة تفقدية شاملة لمشروع مركز الكويت لمكافحة السرطان الجديد في منطقة الصباح الصحية، وذلك على هامش الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الذي عُقد في مبنى المشروع.
وتأتي الزيارة في إطار متابعة الحكومة للمشروعات الوطنية الكبرى، لاسيما تلك المرتبطة بالقطاع الصحي الذي يحظى بأولوية ضمن خطة التنمية الوطنية ورؤية كويت جديدة 2035.
وخلال الجولة، استمع سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء إلى شرحٍ مفصل من وزير الصحة د. أحمد العوضي ووكيل الوزارة المساعد للشؤون الهندسية إبراهيم النهام وعدد من مسؤولي الوزارة، حول تفاصيل المشروع ومكوناته وأهدافه المستقبلية.
وأكد الدكتور العوضي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية«كونا» عقب الجولة أن المركز الجديد يمثل نقلة نوعية في مجال رعاية مرضى الأورام على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أنه يجسد استراتيجية وزارة الصحة الرامية إلى تطوير الخدمات الطبية المتخصصة وفق أحدث المعايير العالمية.
وأوضح الوزير أن المشروع صُمم ليكون صرحًا طبيًا متكاملاً يقدم منظومة شاملة من خدمات علاج الأورام وأمراض الدم والجراحة التخصصية والعلاج الإشعاعي والعلاج الطبيعي والاجتماعي، بما يعزز قدرة المنظومة الصحية الوطنية على تقديم الرعاية المتقدمة داخل الكويت، ويحدّ من الحاجة إلى العلاج في الخارج.
ويضم المشروع 618 سريرًا ويتألف من برجين طبيين، إضافة إلى مبنى مركزي للخدمات ومبنى ضخم لمواقف السيارات يتسع لنحو 1950 سيارة. كما يحتوي المركز على أقسام طبية متطورة تشمل غرف عمليات حديثة، ووحدات للعناية المركزة، وأجنحة متخصصة لعلاج الأورام والعلاج الإشعاعي والعلاج الطبيعي.
وبيّن الوزير العوضي أن تصميم المركز جاء ليواكب أحدث النظم العالمية في إدارة وتشغيل المراكز التخصصية، إذ جُهّز بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية المتقدمة، من بينها أجهزة المعجلات الخطية، ومحاكيات الأشعة المقطعية، وأجهزة الرنين المغناطيسي، إلى جانب أقسام متكاملة للأشعة، والطب النووي، والمختبرات المركزية، والصيدلية المركزية.
وأضاف أن المشروع يأتي في إطار جهود وزارة الصحة لتحديث البنية التحتية الطبية وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المركز سيكون نموذجًا للتكامل بين الخدمات الطبية والعلمية والبحثية في مجال الأورام، وسيُسهم في تعزيز قدرات الكوادر الوطنية على تقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية.
وشدد العوضي على حرص الوزارة على استكمال مشاريعها التطويرية في مختلف القطاعات الصحية، بهدف الارتقاء بجودة الرعاية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، معربًا عن فخره بالكوادر الوطنية التي أسهمت في تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يعكس التزام الكويت بتوفير منظومة صحية حديثة ومستدامة.
وتُعد هذه الجولة التفقدية تأكيدًا لاهتمام الحكومة بمتابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الكبرى، لا سيما تلك التي تمس صحة الإنسان مباشرة، وتأتي خطوة مركز الكويت لمكافحة السرطان الجديد ضمن سلسلة من المبادرات الطموحة لتعزيز مكانة البلاد كمركز إقليمي متقدم في مجال الرعاية الطبية المتخصصة.