في قرية إيشيلامبادي بولاية كارناتاكا جنوب غرب الهند، تقدم جماعة راهبات بيثاني نموذجًا إنسانيًا فريدًا للرعاية عبر دار «آشا بهافان»، الذي يأوي النساء ذوات الإعاقة وكل من لا مأوى لهن، حيث لا يقتصر عمل الدار على توفير المأوى فقط، بل يمتد ليشمل تقديم الرعاية الشاملة والمجتمع الداعم والكرامة التي حُرمن منها في كثير من الأحيان.

وحسب موقع «Global Sisters Report» تدير الأخوات الكاثوليكيات 29 مركزًا مماثلًا منتشرًا في مختلف أنحاء الهند، مسجلات بذلك إنجازًا ملهمًا في مجال الرعاية الاجتماعية التي تركز على أكثر الفئات ضعفًا وتهميشًا، ليجسد العمل قيم التضامن والرحمة التي تدعو إليها التعاليم الدينية مع التركيز على تمكين النساء وتعزيز استقلاليتهن وقدرتهن على العيش بكرامة.

يأتي هذا الجهد في سياق ثقافي واجتماعي معقد في الهند، حيث تواجه النساء ذوات الإعاقة تحديات مضاعفة تتعلق بالوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي. غالبًا ما تهمش هذه الفئة وتعاني من الإقصاء الاجتماعي والتخلي عنهن من قبل أسرهن.

ومن خلال هذه المراكز، لا توفر الراهبات المأوى والطعام والرعاية الطبية فحسب، بل يعملن أيضًا على خلق بيئة أسرية دافئة يشعرن فيها بالانتماء والقبول، فيما تشمل الأنشطة اليومية جلسات العلاج الطبيعي، وورش العمل الترفيهية، والبرامج الروحية، مما يساهم في تحسين جودة حياتهن بشكل ملحوظ.
وهذا العمل هو جزء من رسالة أوسع للكنيسة الكاثوليكية في الهند تجاه الفئات المهمشة، ويعكس التزامًا عميقًا بالعدالة الاجتماعية كما يبرز دور الراهبات كفاعلات رئيسيات في تغيير الواقع الاجتماعي وبناء مجتمع أكثر تراحمًا ومساواة.