أعلن مصرف سوريا المركزي عن تضمين ميزة الطباعة «البارزة» في تصميم العملة السورية الجديدة، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من تمييز فئات العملة بسهولة واستقلالية، استجابة لمطالب هذه الفئة التي واجهت لعقود صعوبات في التعامل مع النقد الورقي.
وأوضح عبد القادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن هذا القرار جاء ثمرة تواصل مباشر مع وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، التي نقلت للمصرف مطالب عديدة من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لإدراج لغة برايل وميزات ملموسة تساعدهم على استخدام العملة دون الحاجة لمساعدة الآخرين.
وأكد الحصرية أن هذه المطالب مشروعة وتعكس حقاً أساسياً في الوصول، قائلاً إن المصرف يعمل وفق مبدأ «عدم إقصاء أحد أو إغفال احتياجاته».
وأشار الحصرية إلى أن التصميم الجديد للعملة السورية قد أخذ هذه المتطلبات بعين الاعتبار، بحيث يتمكن المكفوفون من التمييز بين الفئات المختلفة عن طريق اللمس، موضحاً أن الطباعة البارزة ستكون واضحة وملموسة على أطراف العملة لتسهيل الاستخدام اليومي وضمان الدقة والاستقلال في التعامل المالي.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من إعلان المصرف عن تفاصيل الإصدار الجديد، الذي يتألف من ست فئات نقدية تحمل تصميماً حديثاً بسيطاً خالياً من الصور والرموز المعقدة، بما ينسجم مع الاتجاه العالمي نحو تبسيط التصميمات وتحسين قابلية التحقق من العملة ومقاومتها للتزوير.
ويؤكد المصرف أن الهدف من اعتماد أسلوب الطباعة النافرة لا يقتصر على الجانب الجمالي، بل يمثل خطوة حقيقية نحو تحقيق الدمج المالي والمجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويُعد إدخال الطباعة النافرة في العملة السورية خطوة غير مسبوقة في تاريخ النقد المحلي، إذ تعكس وعياً متزايداً بأهمية تمكين المكفوفين ومنحهم حق الاستقلالية الكاملة في حياتهم اليومية، في انسجام مع الالتزامات الدولية التي وقّعت عليها سوريا ضمن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تعكس المبادرة توجهاً واضحاً نحو دمج حقوق ذوي الإعاقة في السياسات العامة للدولة، بما يعزز قيم المساواة والاحترام وحق الوصول إلى الخدمات المالية دون تمييز.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام إجراءات أخرى داعمة، مثل إدراج لغة برايل على الوثائق الرسمية أو أوراق التصويت الانتخابية، إلى جانب تطوير الخدمات المصرفية الإلكترونية لتكون متاحة بالكامل للأشخاص المكفوفين، في إطار مسار أوسع لبناء مجتمع شامل يراعي احتياجات جميع مواطنيه.
وبينما لم يحدد المصرف تاريخ الطرح الرسمي للعملة الجديدة في السوق، فإن الإعلان عن تبني ميزة الطباعة البارزة لاقى ترحيباً واسعاً من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة البصرية، التي وصفت القرار بأنه «اعتراف رسمي بحق المكفوفين في اللمس الآمن للنقود» وخطوة طال انتظارها نحو دمج فعلي في تفاصيل الحياة اليومية.