سويسرا – جسور- فاطمة الزهراء بدوي
أعلنت شركة روش السويسرية عن نتائج جديدة تُظهر فعالية مثبط BTK ، في تقليل تطور الإعاقة، لدى مرضى التصلب المتعدد، من النمط الانتكاسي (RMS)، وذلك خلال دراسة امتدت لمدة عامين.
النتائج أظهرت قدرة الدواء على كبح شبه تام لتفاقم الإعاقة، مما يمنح الأمل بتحسين جودة الحياة للمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب العصبي المزمن.
تضمنت الدراسة تقييمًا دقيقًا لتأثير مثبط BTK على مجموعة من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد الانتكاسي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من المرض.
هذا النوع يتميز بنوبات متكررة من الالتهاب تؤدي إلى تلف في الألياف العصبية، ما يؤدي بمرور الوقت إلى تدهور في القدرات الجسدية والعقلية للمريض. خلال فترة المتابعة، لاحظ الباحثون تحسناً كبيراً في استقرار الحالة الصحية للمشاركين، مع غياب شبه كامل لمظاهر تقدم الإعاقة.
يمثل هذا التقدم العلمي تحوّلًا في نهج علاج المرض، إذ يركز العلاج الجديد على تعطيل إنزيم BTK المسؤول عن تفعيل الخلايا المناعية المسببة للالتهاب في الدماغ والنخاع الشوكي.
تعطيل هذا المسار البيولوجي يحد من تلف الأعصاب، ويُبطئ التدهور العصبي الذي يميز التصلب المتعدد. ومن شأن هذه النتائج أن تعزز مساعي العلماء لإيجاد علاجات طويلة الأمد تستهدف جذور المرض وليس فقط أعراضه الظاهرة.
أوضح فريق البحث أن فعالية العلاج لم تقتصر على التخفيف من الأعراض الحادة، بحيث امتدت إلى حماية المريض من التدهور المستمر الذي يُعد أبرز مظاهر المرض. الحفاظ على مستوى ثابت من الأداء الحركي والمعرفي على مدى عامين يُعتبر تطورًا نوعيًا في هذا المجال، خاصة وأن معظم العلاجات المتاحة سابقًا تركزت على إدارة الانتكاسات دون التأثير الواضح على تطور الإعاقة المستمرة.
تمثل النتائج الجديدة مؤشرًا على قدرة مثبطات BTK على إحداث تغيير حقيقي في مسار المرض، إذ أظهرت بيانات التجربة أن المريض قد يحافظ على مستوى مستقر من الوظائف العصبية، مما يؤخر الحاجة إلى وسائل المساعدة الحركية أو التدخلات الطبية المكثفة. كما تشير النتائج إلى انخفاض ملحوظ في مؤشرات الالتهاب العصبي مقارنة بالمجموعة التي لم تتلق العلاج.
أكد الباحثون أن الدراسة ركزت على التقييم طويل المدى، وهو أمر أساسي في فهم طبيعة التصلب المتعدد، الذي يتميز بتطوره التدريجي عبر سنوات. توفير بيانات على مدى زمني ممتد يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات علاجية مبنية على استجابات موثوقة، بدلاً من الاكتفاء بالنتائج قصيرة الأمد التي كثيراً ما تخدع التقييم الواقعي لحالة المريض.
وأشار التقرير إلى أن التصلب المتعدد الانتكاسي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويُعد من أكثر الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر في فئة الشباب، خصوصًا النساء في العقد الثالث والرابع من العمر. هذا الواقع يجعل من أي تطور في مجال العلاج خبرًا له أثر عالمي، ويضع تحديات جديدة أمام أنظمة الصحة في تبني حلول فعالة ومستدامة.
رغم الحاجة إلى مزيد من التجارب لتأكيد النتائج على نطاق أوسع، فإن ما أعلنته روش يُعدّ خطوة واعدة في سبيل تحسين خيارات العلاج المتاحة، ويفتح الباب أمام اعتماد مثبطات BTK كجزء من بروتوكولات علاج التصلب المتعدد في مراحله المبكرة والمتقدمة.