تألقت المراكز الاستكشافية المصرية في مسابقة «عظماء من مصر» التي تنظمها وزارة التربية والتعليم برعاية المركز القومي لثقافة الطفل. المسابقة، التي تهدف إلى غرس قيم الانتماء وتعريف الأجيال الجديدة بعظماء الوطن،
وشهدت إبداعات فنية مبهرة جسدت مواهب الطلاب، ومن بينهم طلاب من ذوي الإعاقة الذين أثبتوا أن التحديات ليست عائقًا أمام الإبداع.
ومن بين هؤلاء، برز اسم الطالب عبدالرحمن محمد عبدالقادر أحمد 17 عامًا، من محافظة الإسكندرية، وهو طالب بالصف الأول الثانوي العام، يعاني من إعاقة حركية ويستخدم الكرسي المتحرك. عبدالرحمن لم يدع إعاقته تقف في طريقه، بل حولها إلى دافع للإنجاز، سواء في المجال الرياضي أو الفني.
وفي حديث خاص لـ«جسور» عبّر عبدالرحمن عن سعادته بالمشاركة، مؤكدًا أن اختياره لرسم الأديب العالمي نجيب محفوظ والكابتن محمد صلاح كان بدافع حبه لهما ورغبته في تقديم عمل فني يلهم الشباب. وقال إنه استغرق أسبوعًا كاملًا في الرسم بمساعدة والده، مضيفًا”الفن بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن طموحي، حتى لو من على كرسي متحرك”.
ولم يقتصر تميّز عبدالرحمن على الجانب الفني، فهو أيضًا لاعب بارالمبي متعدد المواهب، يمارس السباحة وسباقات الكراسي المتحركة وكرة السلة، وحقق العديد من بطولات الجمهورية وكأس مصر في هذه الألعاب. كما يشارك في الأنشطة الطلابية التابعة لوزارة التربية والتعليم، إضافة إلى الفعاليات الرياضية لوزارة الشباب والرياضة.
وكشف عبدالرحمن لـ«جسور» عن استعداداته لتكريم خاص من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي بالعاصمة الإدارية، بعد فوزه في “تحدي الـ30 يوم” بقطع مسافة 50 كيلومترًا بالكرسي المتحرك على مدار شهر كامل، وهو ما يعد إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجله الحافل.
قصة عبدالرحمن تجسد صورة ملهمة لشباب مصر من ذوي الإعاقة، الذين لا يعرفون المستحيل، ويثبتون يومًا بعد يوم أن الإرادة والإصرار هما مفتاح النجاح، وأن الفن والرياضة معًا طريقان للتعبير عن الذات وصناعة المستقبل.