غزة: جسور ـ أخبار
أرقام صادم ومشاهد مؤلمة خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين عامة وقطاع غزة بشكل خاصة، حيث تشير الأرقام إلى حقائق صادمة، تضاف إلى سجل الخزي والعار الذي لن يزول عن ثوب المحتل الصهيوني الغاشم.
حيث أوضح الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن ثلاثة من بين كل 25 طفلًا فلسطينيًا يعانون من نوع أو أكثر من الصعوبات الحركية والوظيفية، مما يحول دون تحقيق إمكاناتهم الكاملة ويؤثر على مستقبلهم.
الجهاز المركزي توقع قبل فترة وجيزة تسجيل أكثر من 12 ألف إعاقة جديدة جراء تواصل العدوان على القطاع، ليضاف على العدد الإجمالي للإعاقات في غزة والتي كان يقدر قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحوالي 58 ألف شخص.
وبحسب الأطباء في القطاع، فإن نوعية الأسلحة المستخدمة من جيش الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة، بالإضافة إلى تعمد استهداف المستشفيات ومنع دخول الأدوية والعلاجات اللازمة، كلها دلائل على تعمد الاحتلال إحداث إصابات تتسبب في إعاقات دائمة أو مؤقتة.
ويذكر أن تقرير الجهاز الفلسطيني قد كشف أن 47% من الإعاقات كانت حركية، كما أن الأسباب المرتبطة بالإجراءات الإسرائيلية والحروب كانت السبب في إحداث إعاقة واحدة على الأقل لحوالي 8% من الأفراد في القطاع.
ووفقا لتقديرات الجهاز فقد بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة في العام 2023 لنحو 98 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين 2 و17 سنة، منهم حوالي 6 آلاف طفل في الفئة العمرية ما بين 2 و4 سنوات، وما يقارب 92 ألف طفل في الفئة العمرية 5 و17 سنة. وشكلت صعوبات التعلم الإعاقة الأكثر انتشارا بين الأطفال في العمر 2 و17 سنة في قطاع غزة ويقدر عددهم بنحو 21,200 في عام
وسجل البيان أن عدد الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة تضاعف بين عامي 2007 و2017 حيث ارتفع من 24,608 إلى 48,140 فردا. وطبقا للتقرير الصحي السنوي في القطاع لعام 2022 بلغ عدد الأفراد ذوي الإعاقة المسجلين 55,538 فردا، شكلت الإعاقة الحركية 47% منها.2023..
ويواجه الأفراد ذوي الإعاقة في فلسطين تحديات كبيرة نتيجة ما يخلفه القصف الإسرائيلي من دمار في القطاع وما يصاحب ذلك من ظروف غير صحية ونقص في الرعاية الصحية وعدم قدرة ذوي الإعاقة على الوصول للخدمات الصحية، هذا ان وجدت.
ولفت بيان الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين إلى أن جرحى القصف الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، خاصة الأطفال، يعانون من إصابات جسدية خطيرة تحتاج الى جراحات متكررة وعلاجات طبية مكلفة. كما أن الإصابات قد تؤدي إلى الإعاقة والعجز الدائم ناهيك عن الصدمات والاضطرابات النفسية التي تواجههم بصعوبات في التأقلم مع إصاباتهم قد تفقدهم الأمل في المستقبل.
ويتوقع المختصون في مجال الطب النفسي أن تترك الحرب الحالية في غزة ندوبا نفسية غائرة بين سكان غزة ستعود بآثار مدمرة. وكان الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء قد نشر تقريرا، بالتعاون مع البنك الدولي عام 2022 حول الصحة النفسية والحرب على قطاع غزة جاء فيه أن أكثر من ثلثي الأفراد في القطاع يعانون من الاكتئاب، وترتفع هذه المستويات بين الفئات العمرية الأصغر سنا بين 18 و29 عاما.
انقذوهم:
تشير الارقام إلى تزايد أعداد الجرحى أدى إلى تزايد أعداد ذوي الإعاقة وبتر الأطراف، مما يفاقم مشكلة أهالي القطاع، ويزيد من معاناة هؤلاء ويقلل فرص حصولهم على الرعاية، وفق سرحان.
ويشدد إلى أن ذوي الإعاقة في غزة بحاجة إلى تحرك دولي سريع لتأمين احتياجاتهم من مراكز وأدوية ومختصين، فهم من أكثر الفئات التي فقدت أبسط مقومات الحياة. وتقدر منظمة الصحة العالمية نسبة الإعاقة في أي دولة بما يقارب 15 %.
وفي هذا الصدد، جاء في أحد تصريحات “هيومن رايتس ووتش”، “على مجلس الأمن أيضا أن يحث الحكومات ووكالات الأمم المتحدة على استخدام مقاربة أكثر شمولية وتشاركية مبنية على حقوق الإنسان في التعامل مع ذوي الإعاقة أثناء النزاعات”.
وتبين أن 187 بلدا صادق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك جميع أعضاء مجلس الأمن الحالي الـ15، باستثناء الولايات المتحدة. تتضمن الاتفاقية مادة خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في حالات الخطر والطوارئ الإنسانية.
كما أيدت 26 دولة وأكثر من 200 وكالة تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات عالمية وإقليمية ووطنية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنظمات المجتمع المدني “ميثاق إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني”، الذي أعلن عنه الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني في أيار (مايو) 2016.
نظرة مؤلمة على واقعهم:
ذوي الإعاقة الجدد يعانون من عدم توفر الأدوات المساعدة كراسي متحركة وعكاكيز وغيره، كذلك الأدوية الضرورية اللازمة سواء مسكّن الالام والمضادات الحيوية وغيرها فهي غير متوفرة لدى وزارة الصحة وأيضا الصيدليات العامة مما يتسبب في مضاعفة المعاناة وزيادة الألم والوفاة في كثير من الأحيان.
وبشأن سبب ظهور شلل الأطفال في غزة خلال الفترة الراهنة، فإن أبرز الأسباب هي انعدام النظافة الشخصية وطفح المجاري في الشوارع، حيث إن الاحتلال يمنع دخول الصابون والشامبو وأدوات النظافة الشخصية والصحية، وكذلك دمار البنى التحتية في القطاع، بجانب سوء التغذية، حيث إن المعلبات هي المصدر الأساس للتغذية بغزة.
وبشأن ما إذا كان هناك أمراض أخرى كانت قد اختفت في غزة وظهرت مرة أخرى نتيجة العدوان، فهناك الأمراض الجلدية والتي انتشرت بشكل كبير بين الأطفال على وجه الخصوص، وكذلك أمراض الباطنة مثل الريقان الذي ظهر بشكل كبير للغاية على الفلسطينيين في القطاع من مختلف الأعمار وهو يتعلق بشكل أساسي بسوء التغذية”.
ويرجع سبب تلك الأمراض على نطاق واسع في غزة بسبب انهيار المنظومة الصحية، حيث يوجد فقط مراكز عيادة أولية متهالكة تتعامل بالحد الأدنى الذي يلا يلبي مواجهة تلك الأمراض سوى القليل، ولا يوجد في القطاع من تلك العيادات الأولية المتهالكة سوى 10 مراكز فقط.
لن ننسى إعدام محمد صلاح بهار :
وصمة عار لن تنسى على مر الزمان، عندما أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على أعدم الشاب محمد صلاح بهار، بعد محاصرته في حي الشجاعية شرق غزة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ واعتقل 3 من أشقائه عقب إعدامه.
حيث تعد من أبشع قصص جرائم مأساة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ما يتعرض له المعاقين حركياً وذهنياً ومرضى السرطان من الأطفال الذي من المفترض بهم أن تكون لهم الأولوية في تلقي رعاية طبية خاصة أثناء السلم وأثناء الحروب حسب ما تنص عليه القوانين والشرائع الدولية.
عندما قامت خلالها قوات الاحتلال الاسرائيلي بإعدام شاب مريض وعاجز عن الحركة والكلام، بشكل وحشي بعد أن أطلقوا عليه كلب بوليسي نهش لحمه وهو حي وتركوه ينزف حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.. هذه الجريمة هي واحدة من عشرات الجرائم التي يتعرض لها المعاقين والمرضى من الأطفال في غزة والتي من المفترض أن تنتقل إلى قاعات المحاكم الدولية.
الطفل المعاق “محمد صلاح بهار” يعاني من متلازمة داون، و معاق حركيا ولا يعرف شيء في الحياة غير كلمة “ماء” و”أكل” أدخلوا عليه كلب بوليسي كان ينهش لحمه والضحية بكل براءة يتحسس رأس الكلب قائلاً: “سيبني يا حبيبي خلص”.
تقول والدة الضحية محمد في شهادتها: تم محاصرتنا في البيت لمدة 7 أيام وفي اليوم السابع اقتحم جنود الاحتلال المنزل وكان محمد جالساً على الأريكة أخذوه من بيننا واحتجزوه داخل غرفة لمدة أسبوعين بعد أن أدخلوا كلباً بوليسياً إلى الغرفة التي وضعوه فيها.
وتضيف الأم المكلومة بحرقة وألم، قام الكلب بنهش كتف محمد الذي مسح رأس الكلب وهو يقول: “سيبني يا حبيبي خلص”، ثم تركوه بين دمائه ينزف وحيداً داخل الغرفة.
وأكدت الأم، أن محمد لا تكلم إلا بكلمة “ماء” أو “أكل” وأنها تتكفل برعايته منذ ولادته من خلال إطعامه وتغيير الحفاضات له واصطحابه إلى الحمام، بالإضافة إلى قيام أخوته باعطائه الماء.