5 أسبابٍ تدفعنا إلى دعم سياسات توظيف ذوي التوحّد

5 أسبابٍ تدفعنا إلى دعم سياسات توظيف ذوي التوحّد

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا

يُعد شهر التوعية الوطني بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة (NDEAM) فرصة لتسليط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه الأشخاص ذوو الإعاقة في سوق العمل، وعلى إسهاماتهم المهمة في نمو الاقتصاد. ويشمل ذلك الموظفين من ذوي التوحّد وغيرهم من ذوي التنوع العصبي الذين يضيفون تنوعًا وقيمة حقيقية في أماكن العمل.

وتوضح منظمة Autism Speaks الأمريكية أن الموظفين من ذوي التوحّد يحققون أثرًا إيجابيًا واضحًا في الشركات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. فعندما تعتمد المؤسسات سياسات توظيف عادلة وثقافات عمل شاملة تراعي احتياجاتهم، فإنها لا تساهم فقط في تحقيق العدالة والمساواة، بل تقوّي أيضًا بيئة العمل، وتزيد من إنتاجية الشركة، وتدعم المجتمع والاقتصاد بشكل عام.

ولكي يمتد هذا الأثر الإيجابي على نطاق أوسع، هناك حاجة إلى سياسات عملية وفعّالة تزيل العوائق التي تمنع ذوي التوحّد من الوصول إلى فرص عمل عادلة، وتفتح أمامهم مسارات حقيقية للانخراط في سوق العمل.

وفي هذا السياق، توضح المنظمة خمسة أسباب رئيسية تجعل من دعم سياسات توظيف ذوي التوحّد أمرًا مهمًا طوال العام، مع اقتراح خطوات ملموسة يمكن أن تسهم في تحقيق التغيير الإيجابي.

1_ فجوة التوظيف تستدعي تحركًا سياسيًا عاجلًا

واحد فقط من كل خمسة أشخاص ذوي إعاقة، بما فيهم ذوي التوحّد، يشغل وظيفة رغم امتلاك كثيرين منهم المهارات والرغبة في العمل. هذه الفجوة لا تزال قائمة بسبب الصور النمطية القديمة والعوائق البنيوية التي يمكن للسياسات الفعّالة أن تُزيلها.

وفي الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة نقصًا حادًا في اليد العاملة، حيث أفادت سبع شركات من كل عشر بصعوبة في التوظيف. ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة مع تقاعد أعداد كبيرة من الأمريكيين مقارنة بعدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

عفندما تفتح الشركات أبوابها أمام مجتمع ذوي الإعاقة، فإنها لا تملأ فجوات المهارات فحسب، بل تستفيد من طاقات كامنة جاهزة للعمل.

ومن الأمثلة على المبادرات المفيدة مشروع قانون رواد الأعمال ذوي الإعاقة، الذي يهدف إلى تحديد التحديات الخاصة التي يواجهها رواد الأعمال والموظفون ذوي الإعاقة، وتزويد صُنّاع القرار بالبيانات اللازمة لصياغة حلول دقيقة وفعّالة. فعندما نفهم العوائق جيدًا، يمكننا كسرها.

2_ الشركات الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة تتفوق في الأداء

تُظهر الأبحاث أن الشركات التي تنتهج ممارسات توظيف دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة تحقق أداءً أفضل من غيرها:

_إيرادات أعلى بمقدار 1.6 مرة

_وصافي دخل أعلى بـ2.6 مرة

_وأرباح مضاعفة تقريبًا.

السرّ في ذلك أن الأشخاص ذوي الإعاقة يجلبون إلى أماكن العمل مهارات فريدة في حل المشكلات والإبداع والالتزام، مما يمنح الشركات ميزة تنافسية حقيقية عندما تُشجّع التنوع داخل فرقها.

ومن الأمثلة على الشراكات الناجحة برنامج «الدمج في العمل الآن WIN » التابع ل Autism Speaks، والذي يساعد المؤسسات على بناء بيئات عمل صديقة لذوي التوحّد.

فقد تعاون البرنامج مؤخرًا مع برنامج التغذية المدرسية في ولاية جورجيا لسدّ نقص العاملين في المقاصف المدرسية، عبر ربطهم بمرشحين مؤهلين من ذوي التوحّد، مما ساعد على ملء وظائف حيوية.

3_ الشركات الصغيرة بحاجة إلى دعم لجعل الدمج ممكنًا

غالبًا ما تفتقر الشركات الصغيرة إلى الموارد والمعرفة الكافية لتطبيق ممارسات توظيف شاملة بمفردها.

يسعى قانون التفكير المختلف حول توظيف ذوي الإعاقة إلى معالجة ذلك، عبر توجيه هيئة المشاريع الصغيرة والمجلس الوطني للإعاقة لتوفير موارد ومساعدات للأفراد ذوي الإعاقة الراغبين في بدء مشاريعهم الخاصة أو الحصول على عمل، مع تقديم الدعم لأصحاب الأعمال الصغيرة في عملية التوظيف وتحسين إمكانية الوصول في بيئة العمل.

كما أن التحسينات المقترحة على «ائتمان الوصول لذوي الإعاقة» تتيح فرصًا لمساعدة الشركات الصغيرة ليس فقط في تهيئة بيئاتها للعملاء ذوي الإعاقة، بل أيضًا في دعم موظفيها ذوي الإعاقة.

بتوسيع هذا الدعم، يمكننا مساعدة أصحاب العمل على بناء بيئات عمل مزدهرة لموظفيهم وزبائنهم من ذوي التوحّد.

4_السياسات تزيل العقبات أمام الابتكار والفرص

لقد ساهم قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة ADA في توسيع فرص العمل أمام ذوي التوحّد وغيرهم من ذوي الإعاقة، وأظهر في الوقت ذاته أن بيئات العمل الدامجة تُنتج نتائج أفضل.

فعندما يشعر الموظفون بالتقدير والفهم، يزدهر الإبداع وتنمو روح التعاون، مما يجعل المؤسسات أكثر مرونة وقدرة على التكيّف.

تشير الدراسات إلى أن الشركات التي تتخذ خطوات حقيقية نحو الدمج تشهد انخفاضًا في معدل دوران الموظفين بنسبة تصل إلى 30%.

كما أن توظيف الكفاءات من ذوي التوحّد يُعزز فرق العمل، ويقوّي العلاقات مع العملاء، ويزيد من ولاء العلامة التجارية بفضل ما يقدمه هؤلاء الموظفون من رؤى ومساهمات فريدة.

5_الاقتصاد يربح عندما تتوسع فرص العمل لذوي التوحّد

قد يشهد الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي زيادة تصل إلى 25 مليار دولار إذا انضم عدد أكبر من الأشخاص ذوي الإعاقة إلى سوق العمل.

وهذا يعني أن دمجهم ليس مجرد أولوية اجتماعية، بل ضرورة اقتصادية.

في ظلّ النقص في الأيدي العاملة، لا يمكن للشركات تجاهل الكفاءات المؤهلة والمتاحة.

وعندما ندافع عن سياسات توظيف تدعم ذوي التوحّد، فإننا نُمكّن مزيدًا من الأمريكيين من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ونُساعد أصحاب العمل على إعداد قواهم العاملة للمستقبل، ونعزز في الوقت ذاته قوة الاقتصاد بأسره.

وبينما نحتفل بشهر التوعية الوطني بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، فلننتقل من مرحلة الوعي إلى مرحلة الفعل.

من خلال تطبيق سياسات إيجابية لتوظيف ذوي التوحّد، نُسهم في تحقيق إمكانات القوة العاملة، ونُقوّي شركاتنا، ونبني اقتصادًا أكثر شمولًا وعدلاً للجميع.

المقالة السابقة
«القومي ذوي الإعاقة»: المتحف المصري الكبير نموذج عالمي للدمج والإتاحة
المقالة التالية
بين الوراثة والتلوث.. سباق علمي لفك لغز الإعاقات الغامضة في غابات الأمازون

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (32) التحالف الدولي للإعاقة (33) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (32) التعاون العربي (32) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التنمية الاجتماعية (32) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (31) الدمج الاجتماعي (30) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (30) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (3) المجتمع المدني (30) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (31) تمكين (2) تمكين المرأة (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (30) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (29) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (30) ذوو الهمم (2) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (32) سياسات الدمج (32) شركاء لتوظيفهم (33) قمة الدوحة 2025 (34) كود البناء (35) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (35) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (35) مدرب لغة الإشارة (36) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (36) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)