الرباط: جسور ـ ثقافة وفنون
أثار المسلسل الدرامي المغربي الجديد “رحمة” الذي يُعرض على قناة “إم بي سي مغرب” خلال الموسم الرمضاني، موجة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب حوار اعتُبر مسيئًا للأطفال ذوي الإعاقة.
وانتقدت جهات حقوقية بشدة محتوى أحد المشاهد، معتبرة أنه يعزز الصور النمطية السلبية تجاه هذه الفئة.
وأدانت المنظمة الوطنية المغربية لحقوق النساء في وضعيات إعاقة، في بيان رسمي، اليوم الأربعاء، تصريحات وردت على لسان الممثل عبد الله ديدان في الحلقة الأولى من المسلسل، ووصفتها بـ”التمييزية وغير المقبولة”.
وأكدت المنظمة أن التعبير عن الاستغراب من حالة الطفل في وضعية إعاقة يعكس استمرار القوالب النمطية التي تكرس التمييز بدلًا من تعزيز قيم الاحترام والتضامن في المملكة المغربية، وفق صحيفة “هسبريس”.
وأضاف البيان أن هذا الخطاب يتناقض مع المبادئ الدستورية والقوانين الوطنية، فضلًا عن الالتزامات الدولية للمغرب في مجال حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وحمّلت المنظمة الجهات المنتجة مسؤولية تمرير مثل هذه الخطابات، داعية إلى تصحيح هذا الخطأ والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان في الأعمال الفنية.
وطالبت المنظمة المؤسسات الإعلامية والهيئات المختصة بضمان احترام صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الإنتاج الدرامي، بما يرسّخ قيم المساواة والإنصاف.
شددت على ضرورة اعتماد مقاربة حقوقية في كتابة السيناريوهات لضمان تمثيل عادل يحترم كرامة هذه الفئة.
يروي مسلسل “رحمة” معاناة أمهات الأطفال ذوي الإعاقة، مسلطًا الضوء على التهميش الذي يعانونه، خاصة في ظل تخلي بعض الآباء عن مسؤولياتهم بسبب أفكار اجتماعية راسخة، وفي الحلقة الأولى ظهر الممثل عبد الله ديدان في دور “داود”، الذي تفاجأ بإعاقة مولوده الجديد، ما أدى إلى انهياره ورفضه الوضع، وهو المشهد الذي أثار الجدل والانتقادات.
وفي متابعة للأزمة، كانت «جَسور» قد نشرت في خبر سابق، رد بشرى مالك، كاتبة سيناريو مسلسل “رحمة” الذي عُرضت أولى حلقاته الأحد الماض، التي علقت على الجدل الدائر بشأن محتوى العمل، مشددةً على أنه لا يسيء إلى الأشخاص في وضعية خاصة، بل يدافع عن حقوقهم ويرفض أي تقليل من شأنهم. ودعت إلى اعتبار شخصية “داوود”، الأب الذي يتخلى عن ابنه بسبب إعاقته، كمثال يعكس واقع العديد من الأسر.
وأضافت مالك أن المسلسل يهدف إلى دعم الأمهات اللواتي يواجهن تحديات كبيرة مع أبنائهن ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن انتقاد المواقف غير الإنسانية تجاه هذه الفئة. وأكدت على أهمية التروي قبل إصدار الأحكام، مشيرةً إلى أن المعالم الأساسية للمسلسل لم تتضح بعد.