لندن: جسور ـ حقوق
وصف تقرير صادر عن لجنة النقل في مجلس العموم البريطاني وصول ذوي الإعاقة إلى وسائل النقل في المملكة المتحدة بأنه “إحراج وطني”، داعيًا إلى إنشاء هيئة موحدة لضمان حقوقهم في التنقل دون عوائق.
وأشار التقرير إلى أن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات مستمرة أثناء استخدام وسائل النقل، من ترك مستخدمي الكراسي المتحركة على متن الطائرات، ورفض سائقي سيارات الأجرة اصطحاب الكلاب المرشدة، إلى الأرصفة المليئة بالعوائق. كما لفت إلى تراجع الجهود المبذولة لتحسين إمكانية الوصول منذ جائحة كورونا.
ووفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان “The Guardian” كشفت البيانات أن أكثر من ثلثي المشاركين من ذوي الإعاقة يواجهون مشكلات في التنقل “دائمًا” أو “معظم الوقت”، بينما قال أقل من 2% فقط إنهم لا يواجهون أي عقبات. وأكد أكثر من نصفهم أنهم يتجنبون السفر بسبب توقعهم مواجهة صعوبات.
وأكدت اللجنة أن القوانين الحالية لمكافحة التمييز لا تُطبق بفاعلية، مما يترك ذوي الإعاقة في مواجهة تحديات مستمرة دون حلول عملية. وطالبت بمراجعة شاملة للتشريعات، وتوفير موارد وسلطات كافية لهيئات الإنفاذ، مع اقتراح إنشاء كيان موحد لضمان حقوقهم في جميع وسائل النقل.
وانتقدت رئيسة اللجنة، روث كادبري، الوضع قائلة: “من المخجل أن يشعر ذوو الإعاقة بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية عند استخدام وسائل النقل، مما يحرمهم من فرص العمل، والترفيه، والخدمات الأساسية.
وأضافت: “من يواجهون هذه العقبات ويطلبون الإنصاف يجدون أنفسهم أمام نظام شكاوى معقد وغير فعال. حتى عند حل الشكاوى، لا يتم اتخاذ تدابير لمنع تكرار المشكلة، وكأن الغرامات البسيطة أصبحت مجرد تكلفة ضمنية يتحملها مقدمو الخدمات.”
ودعت كادبري الحكومة إلى وضع استراتيجية وطنية للنقل الشامل، مدعومة بتمويل طويل الأجل، لضمان عدم تجاهل احتياجات ذوي الإعاقة.
وأوضح التقرير أن ذوي الإعاقة يتحملون عبئًا كبيرًا عند تقديم الشكاوى أو طلب التعويضات، حيث نادرًا ما تؤدي حتى الشكاوى الناجحة إلى تغييرات ملموسة. وطالب النواب بإنشاء نظام موحد وسهل الاستخدام لتقديم الشكاوى في جميع وسائل النقل خلال عام واحد.
ومن بين الشهادات التي استمعت إليها اللجنة، قالت البارالمبية السابقة تاني غراي-طومسون: “لن أتمكن في حياتي من ركوب القطار دون إذن أو مساعدة من شخص غير معاق.” وأشارت إلى أنها اضطرت مؤخرًا إلى جر نفسها خارج قطار في محطة كينغز كروس بعد فشل الطاقم في مساعدتها.
ومن جانبها، أقرت وزارة النقل بالمشكلات التي يواجهها ذوو الإعاقة، حيث قال متحدث باسمها: “كان تحسين إمكانية الوصول مجرد فكرة لاحقة عند تطوير خدمات النقل، ولا يزال هناك الكثير من العمل لضمان قدرة الجميع على السفر بسهولة وبكرامة.”
وأكد المتحدث أن الوزارة ستدرس توصيات اللجنة بعناية وستصدر ردها قريبًا.