أكدت الدكتورة نورس الحاج عمار أن مركز إنماء للتربية الخاصة بالبحرين يسعى بشكل أساسي إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة ليعيشوا حياة طبيعية ويكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع.
وأضافت المستشار الثقافي للمركز في حوارها مع «جسور» أن المركز لا يهتم بالتعليم والتأهيل فقط، بل يعمل على نشر الوعي بين الناس لتغيير نظرتهم السلبية تجاه ذوي الإعاقة، موشحة أن المركز ينظم أنشطة وفعاليات فنية وترفيهية تساعد في دمج الأطفال مع الآخرين، كما يتعاون مع جهات مختلفة لتحقيق هذا الهدف.
وقالت إنهم لاحظوا تحسناً ملحوظاً في تقبل المجتمع لهذه الفئة، لكنهم ما زالوا يواجهون بعض التحديات التي تحتاج إلى دعم الجميع، مؤكدة أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون طاقات وقدرات كبيرة، وهم ليسوا عالة على المجتمع، بل يمكنهم المساهمة في تنميته إذا وجدوا الدعم والفرص المناسبة.
متى تأسس مركز إنماء وما هي رؤيته الأساسية؟
مركز إنماء للتربية الخاصة هو مؤسسة بحرينية متخصصة في تأهيل وتدريب وتعليم الأطفال من ذوي الإعاقة، تأسس في 4 ديسمبر 2014 وبدأ العمل الفعلي بتاريخ 1 مارس 2015. رؤيتنا هي الوصول بالأشخاص ذوي الإعاقة إلى الدمج الكامل في المجتمع في كافة مناحي الحياة، ورسالتنا تتمثل في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم لحصولهم على حقوقهم وتقديم خدمات نوعية لضمان مستقبل مشرق وآمن، باعتماد نهج الإدارة التشاركية مع كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية.
ما الفئات التي يستهدفها المركز؟ وهل هناك برامج خاصة بكل فئة؟
يستهدف المركز الأطفال من عمر سنتين إلى 16 سنة، ويقدم خدماته لفئات متعددة تشمل الإعاقة الذهنية، اضطراب طيف التوحد، التأخر النمائي، اضطرابات النطق واللغة، صعوبات التعلم، بطء التعلم، ضعاف التحصيل، والإعاقات المتعددة مثل الإعاقة الحركية المصاحبة للإعاقة الذهنية، كما يضم وحدات متخصصة مثل التشخيص والتقييم، الإرشاد الأسري، إدارة السلوك، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، التدريب النطقي واللغوي، إلى جانب وحدات موجهة لكل نوع من الإعاقات، حيث يتم تطبيق برامج وأساليب تدريبية مناسبة لطبيعة واحتياجات كل طفل.

ما هو الدور الثقافي الذي يلعبه المركز إلى جانب الجوانب التعليمية والتأهيلية؟
المركز يؤدي دورًا مهمًا في التوعية المجتمعية وتغيير النظرة السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة في المناسبات الخاصة بهم والمشاركة في الحملات الإعلامية والثقافية، وتقديم المحاضرات التوعوية بالتعاون مع جهات مختلفة.
ما أبرز الفعاليات الثقافية أو التوعوية التي ينظمها المركز سنويًا؟
من أبرز الفعاليات المحاضرات التوعوية الموجهة لكافة شرائح المجتمع، الحملات الإعلامية عبر الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، والاحتفال السنوي بتخريج الطلبة وهو مناسبة مهمة لإبراز قدرات الطلبة المدمجين وتسليط الضوء على حقهم في التعليم والاندماج.

هل هناك برامج تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع من خلال الثقافة والفنون؟
نعم، يعمل المركز على تعزيز الدمج المجتمعي من خلال أنشطة تربوية وفنية وثقافية داخل وخارج المركز، كما نحرص على دعم الطلبة المؤهلين للالتحاق بالمدارس النظامية، وقد تم بالفعل دمج أكثر من 100 طالب وطالبة منذ التأسيس.
ما نوع الشراكات الثقافية التي يقيمها المركز؟
يعتمد المركز على شراكات واسعة مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى جمعيات خيرية مثل جمعية السنابل لرعاية الأيتام. وتشمل هذه الشراكات مجالات التوعية والدمج والدعم المادي أو العيني للأطفال من الأسر ذات الدخل المحدود.
ما الدور الذي يلعبه المركز في نشر الوعي حول قضايا ذوي الإعاقة في البحرين؟
ساهم المركز بشكل كبير في نشر الثقافة الحقوقية لذوي الإعاقة من خلال الحملات الإعلامية والمحاضرات والفعاليات التوعوية، وقد لمسنا تحسنًا واضحًا في وعي المجتمع سواء على مستوى الأسر أو العامة، حيث زاد الإقبال على مؤسسات التربية الخاصة وتراجعت ثقافة “العيب” تجاه الإعاقة.

هل ينفذ المركز حملات إعلامية لتغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الإعاقة؟
بالتأكيد، نفذ المركز عدة حملات إعلامية ركزت على أهمية التشخيص المبكر والتعريف باضطراب طيف التوحد وأهمية دمج ذوي الإعاقة في المدارس والمجتمع، وقد ساهمت هذه الحملات في تغيير النظرة المجتمعية بشكل ملموس.
وهل تلمسين تحسنا في وعي المواطنين بحقوق ذوي الإعاقة؟
نعم، هناك تحسن واضح، فالمجتمع البحريني أصبح أكثر تقبلًا للأشخاص ذوي الإعاقة، والأسر أكثر وعيًا بحقوق أبنائهم، وهو ما انعكس على زيادة الالتحاق بالمراكز المتخصصة والتفاعل مع الأنشطة التوعوية.
ما أبرز التحديات الثقافية أو المجتمعية التي يواجهها المركز؟
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات قائمة مثل نقص الوعي الكامل لدى بعض الفئات، حاجة العديد من الأسر إلى الدعم النفسي والاجتماعي، صعوبة دمج بعض الحالات في المدارس النظامية، بالإضافة إلى الحاجة إلى موارد أكبر ودعم مالي وتشريعي.
ما طموحاتكم المستقبلية لتطوير الجانب الثقافي والتوعوي في المركز؟
نطمح إلى توسيع نطاق حملات التوعية، تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية، تطوير برامج ثقافية نوعية للأطفال، إدخال الفنون التشكيلية والمسرح كوسائل للتأهيل والتعبير، وإنشاء شراكات إقليمية ودولية لدعم التبادل الثقافي.
كيف يمكن للمجتمع وأفراده أن يساهموا في دعم رسالة المركز؟
يمكن للمجتمع أن يساهم من خلال نشر الوعي، التطوع في أنشطة المركز، تقديم الدعم المادي أو العيني، مساندة الأسر التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة، وتعزيز ثقافة القبول والاحترام في المدارس والمجتمع.

كيف تقيّمون تأثير برامج المركز على الأشخاص ذوي الإعاقة من الناحية النفسية والاجتماعية؟
نلاحظ تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا، خصوصًا من خلال الحفل السنوي لتخريج الطلبة الذي يحفز الأسر والأبناء على الاستمرار، وقد دفع كثيرًا من الأسر إلى رفع سقف طموحاتهم في دمج أبنائهم بالمجتمع والمدارس، وهو تحول نفسي واجتماعي مهم.
من خلال تجربتك العملية ما دور الثقافة في خدمة ذوي الإعاقة وتغيير النظرة المجتمعية تجاههم؟
الثقافة تلعب دورًا محوريًا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وتغيير النظرة المجتمعية تجاههم، فهي وسيلة للتوعية وكسر الصور النمطية من خلال الفعاليات الفنية والإعلامية، كما تتيح لهم مساحات للتعبير والمشاركة والإبداع بما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويُظهر قدراتهم الحقيقية، ومن خلال الأنشطة الثقافية والفنية يمكن دمجهم بشكل طبيعي في المجتمع، وبذلك تتحول الإعاقة من قضية يُنظر إليها بشفقة إلى طاقة فاعلة تساهم في التنمية وبناء الوعي الجماعي.
ما هي الرسالة التي يوجهها المركز للمجتمع البحريني من خلال هذا اللقاء؟
نوجه شكرنا وتقديرنا للمجتمع البحريني على دعمه وتفهمه المتزايد لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، ورغم هذا الوعي المتنامي، ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدعم والتضامن. رسالتنا هي أن ذوي الإعاقة ليسوا عبئًا، بل طاقات كامنة تنتظر من يفتح لها الأبواب.