صعوبات كبيرة يواجهها ذوي الإعاقة في السفر بين الدول أو المدن الكبرى، عند ركوب الطائرات والقطارات والحافلات، إلى جانب عدم وجود ممرات ومنشآت آمنة في صالات السفر والمغادرة.
تحديات صعبة يواجهونها أيضا عند إجراء التفتيش الأمني، وحمل الحقائب، وعدم توفر دعم كافٍ من قبل الموظفين، كل تلك العقبات تزيد من تعقيدات السفر وتجعلة كابوسا أو رحلة شاقة.
كل تلك المشاكل وغيرها ستكون محل نقاش بين الأطراف المدعوة لحضور المؤتمر الدولي للسفر والسياحة الميسرة سوق السفر ATTIC-2025 والذي سيقام في مدينة دبي خلال الفترة من 7 إلى 8 أكتوبر المقبل، بمشاركة قادة من مختلف القطاعات لاقتراح حلول ميسرة لذوي الإعاقة، وبناء وجهات سياحية تراعي احتياجات الجميع، حول العالم.

يهدف المؤتمر إلى معالجة العقبات التي تعترض سفر الأشخاص ذوي الإعاقة والتي لا تزال تؤثر على ملايين المسافرين سنويًا، على الرغم من التقدم الملحوظ في مجال الإتاحة خلال السنوات الأخيرة.
وسيعمل الحدث على تعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة في مجالات السياحة والنقل والخدمات، مع التركيز على حلول عملية لتطوير أنظمة النقل والوجهات السياحية والفنادق والأنشطة الترفيهية.
وسيشارك في المؤتمر متحدثون من منظمات دولية كبرى مثل منظمة السياحة العالمية (UNWTO) والمجلس الدولي للمطارات (ACI World) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، حيث سيعرضون أفضل الممارسات والحلول المبتكرة. كما ستُناقش التقنيات الناشئة ودورها في تحسين تجربة السفر للجميع دون تمييز.
دور دبي الريادي
لطالما كانت دبي في طليعة المدن التي تعزز السياحة الشاملة، ويأتي هذا المؤتمر تتويجًا لجهودها في جعل السفر متاحًا للجميع. فقد طبقت المدينة مبادرات واسعة النطاق شملت مطار دبي الدولي والنقل العام والفنادق والمعالم السياحية. كما حازت على لقب “مدينة صديقة للتوحد” وتم اعتماد كل من طيران الإمارات ومطارات دبي كمنشآت شاملة.
وسيشهد المؤتمر جلسة خاصة بعنوان “دروس من دبي” بمشاركة ممثلين عن طيران الإمارات ومطارات دبي وهيئة الطرق والمواصلات ودائرة الاقتصاد والسياحة، لتسليط الضوء على التجربة الناجحة التي يمكن أن تستفيد منها مدن أخرى عالميًا.
الأثر العالمي والاقتصادي
تشير تقديرات الشبكة الأوروبية للسياحة الميسرة إلى أن هناك نحو 257 مليون شخص حول العالم يبحثون بنشاط عن وجهات سياحية تراعي احتياجاتهم، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى ملياري شخص بحلول عام 2050.
هذا الطلب المتزايد يمثل فرصة اقتصادية هائلة لصناعة السياحة العالمية، إذ تتيح السياحة الميسرة نموًا اقتصاديًا إلى جانب مسؤوليتها الإنسانية. ومع زيادة وعي العالم بضرورة الشمولية، فإن الوجهات والشركات التي تستثمر في الإتاحة الشاملة ستتمتع بميزة تنافسية واضحة.
التكنولوجيا وصناعة المستقبل
سيركز المؤتمر أيضًا على السياسات والتقنيات الحديثة التي من شأنها تشكيل مستقبل السياحة الميسرة، مثل الذكاء الاصطناعي وحلول التنقل الذكية وأدوات الحجز الرقمية المدمجة، إلى جانب التطبيقات والأدلة الافتراضية التي تسهّل على أصحاب الهمم السفر باستقلالية وكرامة.
إن استضافة دبي للمؤتمر الدولي الخامس للسياحة والسفر الميسر تمثل محطة مهمة في الجهود العالمية نحو بناء صناعة سياحة أكثر شمولية. ومن خلال استعراض إنجازاتها وتجاربها، توفر دبي نموذجًا يحتذى به عالميًا. وبينما يزداد عدد المسافرين الباحثين عن تجارب سياحية دامجة، فإن هذا التوجه لا يشكل التزامًا إنسانيًا فحسب، بل فرصة اقتصادية هائلة تعيد رسم ملامح السياحة في المستقبل.