.png)
شهدت مدينة «سان أنطونيو» الأمريكية حالة من القلق بعد اختفاء رجل من ذوي الإعاقة الذهنية مساء الأربعاء، قبل أن تعلن الشرطة صباح الخميس العثور عليه سالمًا.
فقد أصدرت شرطة مقاطعة «بيكسر» في ولاية تكساس بلاغًا عاجلًا حول اختفاء المواطن «إيشمل فيليغاس هرنانديز»، البالغ من العمر 29 عامًا، والذي يعاني من إعاقة ذهنية.
وأفادت السلطات أن «هرنانديز» شوهد آخر مرة في الساعة التاسعة وسبع دقائق من مساء الأربعاء، في شارع «غولف فيستا بوليفارد» بمدينة سان أنطونيو.
وبحسب البيان الرسمي، يبلغ طول «هرنانديز» نحو 5 أقدام و7 بوصات، وله عيون بنية وشعر أسود، ويزن حوالي 185 رطلًا. عند اختفائه، كان يرتدي قبعة سوداء وقميصًا أسود وسروالًا قصيرًا أسود وجوارب طويلة سوداء وحذاءً من نوع «كونفيرس» باللون نفسه.
وأطلقت السلطات تحذيرًا فوريًا ضمن نظام التنبيه للأشخاص المفقودين المعرضين للخطر، داعيةً سكان المنطقة إلى الإبلاغ عن أي معلومة تتعلق به عبر الاتصال برقم الطوارئ «911» أو بمكتب شريف المقاطعة على الرقم «210-335-6000».
كما شارك متطوعون وسكان من المجتمع المحلي في عمليات البحث، خاصةً أن المفقود يعاني من إعاقة ذهنية تجعله عرضة للمخاطر في حال ابتعاده عن محيطه المألوف. وأشارت الشرطة إلى أن اختفائه أثار قلق أسرته التي أكدت أنه لا يستطيع دائمًا التعبير عن نفسه أو طلب المساعدة بسهولة.
وفي تحديث رسمي عند منتصف نهار الخميس، أعلنت شرطة مقاطعة «بيكسر» أن «إيشمل فيليغاس هرنانديز» تم العثور عليه بسلام، دون الكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بمكان العثور عليه أو ظروف اختفائه.
ووجهت السلطات الشكر لكل من ساهم في عملية البحث، مؤكدة أهمية سرعة الإبلاغ عن حالات فقدان ذوي الإعاقة الذهنية أو النفسية، لما يشكله الوقت من عامل حاسم في ضمان سلامتهم.
القضية سلطت الضوء مجددًا على أهمية تطوير أنظمة التنبيه والبحث عن المفقودين من الفئات الهشة، خصوصًا ذوي الإعاقة، وضرورة تكييف أدوات التواصل والإرشاد لتتناسب مع قدراتهم المختلفة.
آليات البحث عن المفقودين من ذوي الإعاقة
تضع الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية مجموعة من المبادئ الملزمة للدول عند التعامل مع حالات فقدان الأشخاص، خاصةً ذوي الإعاقة، لضمان حماية حياتهم وكرامتهم.
ووفقًا لـ اتفاقية الأمم المتحدة لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، فإن على الدول اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للبحث الفوري عن المفقودين دون تمييز، مع مراعاة خصوصيات كل فئة.
وتؤكد المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن البحث يجب أن يقوم على مبدأ «افتراض الحياة»، أي التعامل مع كل مفقود كأنه حي حتى يثبت العكس، وهو ما يضمن استمرار الجهود دون تراخٍ أو تأجيل.
وتشمل آليات البحث الدولية المعتمدة:
-
إنشاء قاعدة بيانات وطنية للمفقودين تتضمن أوصافًا دقيقة وحساسة لاحتياجات ذوي الإعاقة.
-
تنسيق فوري بين أجهزة الشرطة والمؤسسات الصحية والاجتماعية لتبادل المعلومات والبلاغات.
-
تفعيل أنظمة إنذار مبكر ملائمة، مثل التنبيهات الصوتية والمرئية أو الرسائل النصية المبسطة، التي تراعي الإعاقات البصرية أو السمعية أو الذهنية.
-
إشراك الأسر والمنظمات المجتمعية في عمليات البحث وتزويدهم بالمعلومات المستجدة.
-
تدريب فرق البحث والإنقاذ على التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدام أساليب غير تقليدية للتعرف عليهم.
-
التعاون الدولي عبر تبادل البيانات والبلاغات بين الدول في حال وجود احتمالات لعبور الحدود.
ويشير المعهد الألماني لحقوق الإنسان إلى أن الفئات ذات الإعاقات الذهنية أو النفسية أكثر عرضة للضياع أو التعرض للاستغلال أثناء غيابهم، ما يستدعي إنشاء بروتوكولات خاصة لضمان سلامتهم.
كما توصي وحدة البحث الكولومبية بضرورة وضع خرائط رقمية لتتبع آخر مواقع الظهور وتوفير خط ساخن موحد لحالات ذوي الإعاقة المفقودين.
وتبقى الرسالة الأساسية لهذه المعايير أن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا حالات طبية، بل مواطنون متساوون في الحقوق، ومن واجب الدول حمايتهم وتمكينهم من العودة الآمنة إلى أسرهم ومجتمعاتهم.
