يواصل الرياضيون من ذوي الإعاقة في مقاطعة جوانج دوندج الصينية تدريباتهم المكثفة استعدادًا للمشاركة في النسخة الثانية عشرة من الألعاب الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة والتاسعة من الألعاب الأولمبية الخاصة الوطنية، والتي ستُقام لأول مرة بالتوازي على أراضي جوانج دونج وهونج كونج وماكاو خلال الفترة من 8 إلى 15 ديسمبر 2025.
تقام الألعاب الوطنية لذوي الإعاقة كل أربع سنوات بالتزامن مع الألعاب الوطنية العامة وتشمل هذا العام 46 مسابقة رياضية متنوعة.
وتتوزع الفعاليات كالتالي:
- 26 رياضة معتمدة من اللجنة البارالمبية الدولية
- 11 فعالية جماهيرية مفتوحة
- 9 منافسات رياضية ضمن الألعاب الأولمبية الخاصة، مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
الحدث لا يمثّل مجرد بطولة رياضية بل يُعد منصة لإبراز قدرات ومواهب الرياضيين من ذوي الإعاقة وتعزيز مكانتهم في المشهد الرياضي الوطني.
الظهور الأول لرياضة “البارا-ترايثلون”
من أبرز ملامح هذه الدورة إدراج البرا-ترايثلون لأول مرة ضمن المنافسات، وهي رياضة شديدة التحدي تجمع بين السباحة وركوب الدراجات والجري.
يخوض الرياضيان لي ييتسونج و لوو تشيوهنج تدريبات يومية شاقة في مدينة تشاوتشينج، مع تركيز خاص على السيطرة على التوازن الجسدي، في ظل إصابات متكررة وخدوش وكدمات تُعد جزءًا من روتينهم اليومي.
كرة السلة على الكراسي المتحركة: فخر جوانج دونج
تحتفظ جوانج دونج بتاريخ مشرف في كرة السلة على الكراسي المتحركة، خصوصًا بعد أن قدّمت ثماني لاعبات ضمن المنتخب الوطني النسائي الذي حقق فضية بارالمبياد طوكيو 2020.
وستُقام منافسات هذا العام في صالة جوانج تشو الرياضية حيث يتدرب فريق الرجال حاليًا على منحدرات خاصة لتعزيز السرعة والتحكم، تُطبق في اللعبة ذات القواعد المستخدمة في كرة السلة الاعتيادية من حيث حجم الملعب وارتفاع السلة. ويُسمح للاعب بدفعتين للكرسي المتحرك قبل أن يكون ملزمًا بتنطيط الكرة وهو ما يعادل “قاعدة الخطوتين” في اللعبة التقليدية.
أما رياضة المبارزة على الكراسي المتحركة فستُقام في هونج كونج، التي تُعرف بريادتها في هذه الرياضة. ويتدرّب اللاعبون في جوانج دونج على تحسين تقنياتهم رغم أن الكراسي تُثبّت أرضًا ويُمنع أيّ تحرّك خارجها أثناء النزال، ما يتطلّب مستوى عاليًا من الدقة والردود السريعة.
السباحة.. من المساعدة إلى الانطلاقة
في المسبح، يظهر التضامن بأبهى صوره. فانج جينشيانج، سبّاح يمتلك ذراعًا واحدة ويساعدة زميله في ارتداء قبعة السباحة في مشهد يعكس روح الفريق والتحدي الشخصي.
يتدرب السباحون على مدار العام بمعدل 5 إلى 6 ساعات يوميًا في الماء، مركّزين على التوازن وبناء القوة العضلية استعدادًا للمنافسات.
بيئة دامجة وخطط طويلة الأمد
أكد منظمو الحدث أن هذه الدورة تمثل نقلة نوعية في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة رياضيًا ومجتمعيًا مع الإشارة إلى تطوير كبير في البنية التحتية العامة، بما يضمن توفير بيئة حضرية عالية الجودة وخالية من العوائق للمشاركين والجمهور، وأُطلقت مشاريع لتحسين المرافق وتوسيع نطاق الوصول إلى المراكز الرياضية، وتوفير الدعم الفني واللوجستي الكامل للرياضيين.
من خلال استضافتها لهذه الدورة التاريخية، تسعى جوانج دونج إلى ترسيخ مكانتها كمركز وطني واحترافي لرياضات ذوي الإعاقة، وفتح آفاق أوسع للمشاركة المجتمعية والاعتراف بالطاقات الكامنة لدى هذه الفئة، ليس فقط في ميدان الرياضة بل في نسيج الحياة اليومية.