أكدت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على «المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة» أن مشاركة المجلس في ورشة العمل الإقليمية المنعقدة في الأردن تأتي في إطار دوره في رسم السياسة العامة للدولة المصرية في مجال الإعاقة.
وشددت على أن دمج وتنمية مهارات الأطفال ذوي الإعاقة يمثلان محورًا أساسيًا في خطة الدولة لبناء مجتمع شامل ومستدام.
وحسب بيان «المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة»، نظمت الورشة «الجامعة الأمريكية في بيروت» بالشراكة مع «منظمة اليونيسف»، في العاصمة الأردنية عمّان، خلال الفترة من 1 إلى 5 نوفمبر 2025، تحت عنوان «من النظرية إلى التطبيق: دمج التغيير السلوكي والاجتماعي في البرامج والمناهج الأكاديمية»، بمشاركة ممثلين من مصر والإمارات والعراق ولبنان وسلطنة عمان والأردن.
أوضحت «كريم» أن مشاركة مصر في هذه الفعالية الدولية تأتي ضمن التزاماتها الإقليمية لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الورشة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز آليات الكشف المبكر والتدخل السريع لدعم الأطفال ذوي الإعاقة، ومكافحة الوصمة الاجتماعية التي تعيق اندماجهم الكامل في المجتمع.
تطوير منظومة الدمج الشامل في مصر من خلال مبادرات عملية
قالت كريم إن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يضع على رأس أولوياته دمج وتنمية مهارات وقدرات الأطفال ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن الورشة تُعد جزءًا لا يتجزأ من اختصاصات المجلس المنصوص عليها في قانون إنشائه رقم (11) لسنة 2019.
وأكدت أن المجلس قاد خلال السنوات الأخيرة جهودًا حقيقية لتطوير منظومة الدمج الشامل في مصر من خلال مبادرات عملية تستهدف التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي.
وأضافت أن المجلس تعاون مع الوزارات والجهات المعنية في الدولة لتقديم الخبرة الفنية في وسائل الإتاحة ودمج التيسيرات المتنوعة في البرامج والخدمات، مع تدريب مقدمي الخدمات على آداب التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة ولغات التواصل معهم مثل لغة الإشارة، دعمًا لمبدأ المساواة في الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وكشفت إيمان كريم عن مجموعة من المبادرات التي أطلقها المجلس، منها «خدماتي في محافظاتي» التي تقدم خريطة محدثة للخدمات المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة في كل محافظة، و«حرفتنا من تراثنا» التي تدعم تدريبهم على الحرف اليدوية التراثية لتأمين مصدر رزق مستدام، إلى جانب مبادرة «المذيع الصغير» بالتعاون مع مؤسسة «Mass Media School» لتمكين الأطفال ذوي الإعاقة إعلاميًا، ومبادرة «أكتشفني» لاكتشاف المواهب الفنية لديهم وتنميتها عبر ورش تفاعلية تشجع الدمج المجتمعي وتحد من التنمر.
وأكدت أن المجلس شارك بخبرته الفنية في مبادرة الدولة لاكتشاف وعلاج حالات سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية، كما تعاون مع الأزهر الشريف والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر لتدريب الأئمة والواعظين على لغة الإشارة، بهدف تمكين الصم وضعاف السمع من المشاركة في الشعائر والأنشطة الدينية، بما يعكس شمولية الجهود المصرية نحو الدمج الكامل.
نموذج مصري في تغيير السلوك المجتمعي تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.
شارك «المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة» في المسار الثالث من الورشة، المخصص للتغيير السلوكي والاجتماعي والكشف والتدخل المبكر، حيث استعرض ممثلو المجلس النموذج المصري في تطوير استراتيجية شاملة لتغيير السلوك المجتمعي تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتم إعداد هذا النموذج بالتعاون بين المجلس ووزارة التضامن الاجتماعي ومنظمة اليونيسف في مصر، ما أضفى عليه بعدًا حقوقيًا وتنمويًا متكاملًا، ونال إشادة واسعة من الوفود المشاركة لشموله منهجيات تنفيذ دقيقة ومؤشرات قياس قابلة للتطبيق.
كما عقد ممثلو المجلس لقاءات مع مسؤولي «اليونيسف» لبحث إعداد مصفوفة وطنية لرصد وتقييم أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، تتضمن مؤشرات دقيقة في مجالات التعليم والصحة والعمل والحماية الاجتماعية، تسهم في تحديد الفجوات ووضع استراتيجيات فعالة لمعالجتها وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.


.png)
















































