استقبل رئيس المجلس الأعلى لدولة ليبيا الدكتور محمد تكالة، اليوم الإثنين، في العاصمة طرابلس، عددًا من المواطنين من ذوي الإعاقة إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

جاء اللقاء في إطار حرص المجلس الأعلى للدولة على تعزيز قنوات التواصل المباشر مع مختلف فئات المجتمع الليبي، وخاصة الفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصة وضمان تمكينها الكامل في الحياة العامة.

تعزيز التعاون بين الدولة والمجتمع المدني

ناقش الدكتور محمد تكالة خلال اللقاء سبل تطوير التعاون بين مؤسسات الدولة الليبية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أهمية العمل المشترك لضمان تنفيذ الالتزامات الوطنية والدولية ذات الصلة. كما أشار إلى أن المجلس الأعلى للدولة يولي اهتمامًا بالغًا بمتابعة الملفات الاجتماعية والإنسانية، ويسعى إلى إيجاد حلول عملية ومستدامة لتحسين أوضاع هذه الشريحة المهمة داخل المجتمع الليبي.

التزام وطني نحو تمكين ذوي الإعاقة

أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة عن استعداده التام لدعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا، مؤكدًا أن هذه الفئة تستحق تمثيلًا فاعلًا وصوتًا مسموعًا داخل مختلف مؤسسات الدولة. كما شدّد على أن احترام حقوق ذوي الإعاقة يعكس مدى التزام ليبيا بقيم العدالة والمساواة، وحرصها على بناء مجتمع يحتضن جميع مواطنيه دون استثناء.

تُعد ليبيا من الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2018، ما ألزمها باتخاذ تدابير تشريعية ومؤسسية لضمان حقوق هذه الفئة. يوجد في ليبيا إدارة خاصة بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة** تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، تشرف على أكثر من 40 مركزًا للتأهيل والرعاية موزعة في مختلف المدن. وتعمل هذه المراكز على تقديم خدمات التدريب المهني، والدعم النفسي، والرعاية الصحية والتعليمية. كما أُدرجت فئات ذوي الإعاقة ضمن برامج المنح والإعانات الاجتماعية الحكومية.

وفي مجال التعليم، توفر وزارة التعليم برامج تعليمية خاصة وتسهيلات لدمج الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس العامة. إضافة إلى ذلك، تشارك **منظمات المجتمع المدني الليبية** في تنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين الوصول إلى المرافق العامة وتوفير فرص عمل مناسبة. وتُعد هذه الجهود جزءًا من خطة وطنية أوسع لتعزيز الدمج الاجتماعي وضمان مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة العامة.