Skip to content

خبيرة أمريكية: ذوي الإعاقات الذهنية يعيشون تجارب معقدة ويستحقون الاحتواء

خبيرة أمريكية: ذوي الإعاقات الذهنية يعيشون تجارب معقدة ويستحقون الاحتواء

المحرر: سماح ممدوح حسن - أمريكا

استضاف برنامج “Wellness Compass “خبيرة السلوك الإكلينيكي وأستاذة علم النفس الدكتورة”سوزانا جافيد” التي سلطت الضوء على واقع الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، والتحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهونها يوميًا في ظل ضعف التمثيل وغياب الفهم المجتمعي الدقيق لاحتياجاتهم.

سوزانا أستاذة بجامعة لونج آيلاند وكلية سوفولك المجتمعية ومستشارة معتمدة في التقييم النفسي والتدخل السلوكي، ولديها خبرة أكثر من 20 عامًا في التعامل مع الأفراد المصابين بـ التوحد والإعاقات الذهنية المختلفة، تقول”أنا لا أرى هؤلاء الأشخاص كمجرد حالات بل كأفراد يعيشون تجارب معقدة ويستحقون الفهم والاحتواء”.

تؤكد جافيد والتي تعمل كوسيط معتمد من مكتب الأشخاص ذوي الإعاقات النمائية،  أن أحد أبرز التحديات عند الإشارة للأشخاص ذوي الإعاقات هى اللغة المستخدمة، وتقول”قال لي أحد أساتذتي في كولومبيا:لا تقولي متوحد بل قولي شخص يعاني من التوحد، فنحن مثلا لا نقول عن المصاب بالسرطان، سرطاني” .. وتتابع “اختيار الكلمات مهم لأنه يعكس رؤيتنا للآخرين، الكلمات يمكن أن تجرح أو تمنح كرامة”.

تشدّد جافيد على أن العديد من الإعاقات لا تكون جسدية أو مرئية بل قد تكون إدراكية أو نفسية، وهو ما يصعّب على المجتمع ملاحظتها أو تقبّل أصحابها، وتوضح أن “الأشخاص المصابين بالتوحد قد يُثيرون استغراب الآخرين بسبب طريقتهم المختلفة في التواصل، فيُقابلون بالنفور بدلاً من الفهم”.

كما تنتقد مستشارة التقييم النفسي التوقعات المجتمعية الظالمة تجاه ذوي القدرات الإدراكية المرتفعة، مثل المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، قائلة “مجرد أن يُطلب منهم التصرف كالجميع فهذا تجاهل لحقيقتهم وظلم لهم”.

وتؤكد أن الأشخاص الذين يعانون من التوحد قد يُظهرون سلوكيات مثل تجاوز الحدود الاجتماعية أو الإفراط في الحديث. ما يتطلب من المحيطين بهم وعيًا وفهمًا وليس حكمًا أو تأنيبًا، وتشارك جافيد تجربتها الشخصية مع القلق المرضي وتقول”أنا لا أعاني من التوحد لكنني أعاني من القلق وأتناول علاجًا له.

تتحدث الدكتورة جافيد عن العبء النفسي والعملي الذي يتحمله الأهالي ومقدّمو الرعاية”كثيرًا ما يحاول الأهل إثبات قدرات أبنائهم خوفًا من وصمة التشخيص لكننا نحتاج إلى بناء الثقة معهم، لا مواجهتهم”.

وتؤكد جافيد أن الدعم الفعلي لا ينبغي أن يُوجَّه حصريًا إلى الطفل أو الشخص المصاب بل يجب أن يشمل الأسرة ككل، وكذلك ضرورة توفير موارد مساندة مثل فترات الراحة المخصصة للأهل والإرشاد النفسي للوالدين وكذلك خدمات الدعم الحكومية مثل تلك التي تقدمها مؤسسة OPWDD، لافتة إلى أن العديد من العائلات خاصة في المجتمعات التى تسودها ثقافة محافظة، تجهل وجود هذه الخدمات أو تتردد في طلبها.

وعن التوتر والقلق الذي يعاني منه الأفراد من ذوي الإعاقات الذهنية تؤكد جافيد أن التوجيه مثل “تنفّس” أو “اهدأ” غير فعّال أثناء الانفعال وأن حرمان الشخص من أدوات الراحة مثل جهاز لوحي أو روتين مفضل أثناء نوبة غضب يزيد من توتره ويُعتبر “عقابًا لا علاجًا”.

تعترف جاويد  أنها واجهت صعوبات في التعامل مع قضايا الهوية والضمائر اللغوية they/them، لكنها تعلّمت من الطلبة والزملاء وتؤمن بأن التأمل الذاتي والنمو المهني المستمر أمر ضروري لأي مختص.

في نهاية اللقاء أكدت أن المجتمع يفتقد إلى وعي عميق بحقوق واحتياجات ذوي الإعاقات. وأننا إن لم نحترم هذه الفئة وندمجها، فإننا نخسر موارد بشرية عظيمة ونحولهم إلى عبء بدل أن يكونوا قيمة.

المقالة السابقة
أمريكية تترك وظيفتها في “آبل” وتدرس القانون للدفاع عن ذوي الإعاقة
المقالة التالية
شراكة دولية جديدة لتوطين صناعة الأطراف الصناعية والأجهزة التعوضية بمصر