أكد خبراء ومناصرون ذاتيون، وأسر لأشخاص من ذوي الإعاقة، أن الدمج لا يقتصر على الجوانب الأكاديمية، بل يمتد ليشمل تنمية المهارات الاجتماعية وتعزيز الثقة بالنفس.
مشيرين إلى أنه يمثل خطوة أساسية نحو مستقبل أكثر شمولاً.
جاء ذلك خلال جلسة “تجارب في التعليم الدامج من المناصرين الذاتيين والأسرة” ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي 2025 “نحن الاحتواء“، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وبالشراكة مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة.
وأوضحت الدكتورة سامية محمد صالح، مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، أن الدمج منح الأسر أدوات عملية للتعامل مع أبنائها من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن بعض العائلات ما زالت تبدي مخاوف من التنمّر، لكن المؤشرات الأخيرة أظهرت تراجع هذه الظاهرة.
وشددت على ضرورة تقييم كل حالة فردياً لضمان جاهزية المدارس الدامجة، مع توفير خدمات مساندة مثل جلسات النطق والعلاج الوظيفي، مؤكدة أن الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والنفسية لا يقل أهمية عن الجانب الأكاديمي.
من جهته، قال المناصر الذاتي عمر الشامي إن الدمج ليس مجرد وجود داخل مؤسسة تعليمية، بل مشاركة فعلية تقوم على الاحترام والدعم المتبادل، معتبراً أن الدمج حق أصيل يكسر الصور النمطية السلبية ويعزز الوعي المجتمعي. وأضاف: “عندما نُدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، فإننا جميعاً ننمو معاً”.
كما استعرضت فايزة أحمد، والدة الطالبة مرام سالم (من ذوي متلازمة داون)، تجربة ابنتها التي تدرس في الصف الثامن وتتمتع باستقلالية داخل المنزل، رغم تحديات في بعض المواد العلمية. وأكدت أن التعديلات التي أجرتها وزارة التربية على المناهج ساعدت مرام على التكيف، مشيرة إلى أن الدمج عزز ثقتها بنفسها ومكّنها من تكوين صداقات.
أما جاسم الرشيد، ولي أمر أحد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، فأوضح أنه بدأ رحلته بالتركيز على ابنه، قبل أن يوسّع جهوده لخدمة المجتمع عبر منظمة رياضية أسسها لتكون أداة عملية للدمج، لافتاً إلى أن الرياضة وسيلة فعالة لبناء الثقة وربط الأفراد من خلفيات مختلفة.
وخلصت الجلسة إلى أن نجاح الدمج التعليمي والمجتمعي يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الأسر والمدارس والمجتمع، بما يضمن بناء بيئة شاملة تحترم الحقوق وتتيح الفرص للجميع.