Skip to content

سيدة إنجليزية: أبقي طفلي بلا تعليم أم أرسله إلى مدرسة لا تحميه؟

سيدة إنجليزية: أبقي طفلي بلا تعليم أم أرسله إلى مدرسة لا تحميه؟

المحرر:

سوفوليك – جسور – سماح ممدوح حسن

وسط القلق والخوف والانهيار النفسي، تخوض أمهات في مقاطعة سوفولك البريطانية معارك يومية، من أجل تأمين مستقبل أبنائهن من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة في ظل نظام تعليمي يتسم بالبيروقراطية المرهقة، ويعجز عن فهم الاحتياجات الحقيقية للأطفال، تقع الأمهات بين أمرين كلاهما، مستحيل ومر، تبقى ابنها في المنزل بلا تعليم، ام ترسله إلى مدرسة لا يلقي فيها الدعم والحماية.

تصف نيكي جرهام وهى أم لثلاثة أطفال اثنان منهم مصابان بالتوحد، بأن رحلتها مع النظام التعليمي”كارثة عاطفية وكابوس دائم” مشيرة إلى أن القلق أصبح جزءًا من حياتها اليومية.

وتضيف:”كان عليّ أن أقرر بين أمرين مستحيلين إما أن أُبقي طفلي في المنزل بلا تعليم، أو أرسله إلى مدرسة غير مؤهلة لحمايته. إذا مَن هى الأم التى تستطيع اتخاذ هذا القرار دون أن تتحطم نفسيًا؟”

بعد سنوات من الكفاح، حصل طفلاها” ديلون 7 سنوات، وآني 4 سنوات” على مقاعد في مؤسسة تعليمية بديلة تُدعى “Pushforward”، مخصصة للطلاب ذوي الإعاقة. إلا أن القلق لم ينتهِ، إذ تخشى نيكي أن تنتهي هذه الفرصة في أي لحظة بسبب التقييمات السنوية.

تقول:”لا أثق بمجلس مقاطعة سوفولك. دائمًا أشعر بأن قرارًا متهورًا قد يصدر في أي لحظة يعيدنا إلى نقطة الصفر. هذا التهديد المستمر يستنزفنا.”

وقد كشفت نتائج استطلاع أجرته منصة منتدى أولياء الأمور في سوفولك أن 56% من أولياء الأمور الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إن صحتهم النفسية قد تدهورت بسبب الصراع المستمر من أجل تعليم أبنائهم.

وصفت كلير سميث رئيسة المنتدى النتائج بأنها مقلقة ومؤلمة، مؤكدة أن “كل شيء في عالم التعليم الدامج يبدو وكأنه معركة، وهذا يستنزف الأمهات والآباء بشدة.”

وتضيف:”حين تمنح كل طاقتك لرعاية طفلك، يصبح من السهل أن تهمل نفسك، لا من باب الإهمال، بل لأنك لا تملك وقتًا أو نفسًا لتفكر في ذاتك.”

في مطلع عام 2024 عيّنت المقاطعة سارة-جين سميدمور مديرة تنفيذية جديدة لخدمات الأطفال والشباب، بعد تقرير رسمي حاد انتقد خدمات التعليم الدامج في سوفولك. ورغم ما قيل عن حدوث تحسينات كبيرة وتغيير فى الطاقم الإداري،  إلا أن الأسر تقول إنها لم تلمس أي تغيير فعلي.

وعن هذا تقول كلير سميث”التغييرات على الورق لا تكفي نريد أن نرى آثارها في حياة أطفالنا وفي مدارسهم وفي صحة أهاليهم النفسية.”

تعليق رسمي في بيان مقتضب، قالت شراكة التعليم المحلي لذوي الإعاقة “نحن نعمل بجد لضمان حصول كل الأطفال ذوي الاحتياجات الإضافية على أفضل دعم ممكن، بالتنسيق مع الأسر والمؤسسات التعليمية والجهات الصحية.” إلا أن مجلس مقاطعة سوفولك لم يصدر تعليقًا رسميًا حتى لحظة إعداد التقرير.

تقول نيكي:”أنا اليوم أكثر استقرارًا نفسيًا، لكن خلال ثلاث سنوات من المعارك مع النظام، كنت في حالة نفسية سيئة جدًا، واضطررت لطلب الدعم النفسي. لم أعد أثق بأي شيء. فقط أريد أن يبقى أطفالي في بيئة آمنة ومناسبة فهل هذا كثير؟”

قصة نيكي ليست حالة فردية، بل نموذج متكرر في مجتمعات كثيرة حول العالم، حيث تتحمل الأمهات العبء الأكبر في الدفاع عن حقوق أطفالهن ذوي الإعاقة في ظل أنظمة لا تزال متعثرة في تحقيق الشمول والعدالة.

المقالة السابقة
جامعة قناة السويس تتسلم تقرير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة
المقالة التالية
مطالبات بإنشاء مراكز تأهيل وعلاج لمرضى التوحد والشلل الدماغي بقطر