كيف يساعد ركوب الخيل الأشخاص ذوي الإعاقة على استعادة قدراتهم الحركية

كيف يساعد ركوب الخيل الأشخاص ذوي الإعاقة على استعادة قدراتهم الحركية

المحرر: سماح ممدوح حسن - بريطانيا
ركوب الخيل هواية وليام المراهق القعيد

من المعروف أن ركوب الخيل هواية ورياضة ترفيهية، لكن هناك فئة من البشر اختاروا أن تكون تلك الرياضة سبيلًا للشفاء من الإعاقة  الحركية والنفسية.

ففي مقاطعة ديربي البريطانية، يقدّم مركز «سكروبترون لركوب الخيل لذوي الإعاقة»، نموذجًا لكيفية توظيفها فى تحسين حركة ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم.

ركوب الخيل يعيد الحركة لشاب بريطاني قعيد

ونشر موقع«BBC» تقريرا عن الحالات التى ساهمت رياضة ركوب الخيل من ذوي الإعاقة على استعادة قدرتهم على الحركة،.

ومن بين هؤلاء كان المراهق البريطاني ويليام، البالغ  منذ العمر خمسة عشر عاما، والذى رغم استخدامه الكرسي المتحرك، لم يتخلَّ عن شغفه بالفروسية التي باتت بالنسبة له أكثر من مجرد رياضة.

يقول ويليام: «هذه الرياضة علاج طبيعي ممتعا بالنسبة لي، وتساعدني على تقوية عضلاتي وساقيّ، كما أنها رياضة تمنحني شعورًا بالحرية».

بعد خضوعه لعملية جراحية كبرى، اضطر معها للتوقف عن رياضته المفضلة خمسة أشهر، شعر ويليام بالحزن، لكنه ما لبث أن عاد إلى المركز ليعيش مرحلة جديدة، يصفها بقوله: «العودة إلى هنا رفعت معنوياتي كثيرًا، أشعر بأنني مستقل وأقوى من قبل».

ويليام لم يكتفِ بالاستفادة من خدمات المركز، بل نظم بنفسه حملة لجمع التبرعات، بعد وفاة الحصان«هيركوليز» الحصان الوحيد المدرَّب على رفع الركّاب باستخدام الرافعة .

وليام قام بجولة على الكرسي المتحرك حول البحيرة، في روكستر، وتمكن من جمع 3820 جنيهًا إسترلينيًا، واليوم يواصل التدريب على حصانه الجديد «بوبي» الذي يصفه بأنه:«هادئ وصبور ولطيف للغاية».

ركوب الخيل ساعدني على الوقوف من جديد

تقول نيكولا والدة ويليام، إن ما حدث لابنها كان «أشبه بالمعجزة، بعد الجراحة، لم نكن نتخيل أنه سيتمكن من الوقوف مرة أخرى، لكن ركوب الخيل ساعده فعلاً على تعلم الوقوف من جديد، إنه أمر مذهل».

وتضيف أن التجربة منحته أيضًا مساحة من الاستقلالية بعيدًا عني، لأنه ونظرًا لإعاقته الجسدية، لا يحصل على فرص كثيرة للقيام بأنشطة مستقلة، لذا فإن هذا النشاط يعني له الكثير».

وفي قصة أخرى لا تقل إلهامًا، تمارس الطفلة آفا 8 سنوات، التي تعاني من الشلل الدماغي، ركوب الخيل منذ كانت في الرابعة من عمرها.

تقول آفا بابتسامة: «ركوب الخيل يقوّي ساقي لأنني أحتاج إلى ركل الحصان كثيرًا، ويساعد أيضًا في مرونة يديّ، لأنني أمسك اللجام طوال الوقت، وأنا أفضل الخيل على الذهاب إلى المستشفى، لأنه يمنحني حرية واختيارًا، والأجمل أن العاملين هنا لطفاء جدًا، يساعدوننا ويستمعون إلينا دائمًا».

وليام مع حصانه الجديد

يحتفل مركز «سكروبترون لركوب الخيل لذوي الإعاقة» هذا العام بمرور 60 عامًا على تأسيسه، بإطلاق حملة لجمع 60 ألف جنيه إسترليني لدعم برامجه وتجديد منشآته ورعاية الخيول المدربة.

تقول جلينيس دالي، المديرة وأحد الأعضاء المؤسسين للمركز:«نحن لا نحصل على أي تمويل حكومي، وكل التكاليف نعتمد فيها على التبرعات، تكاليف التشغيل السنوية تتجاوز 320 ألف جنيه إسترليني، ومع ذلك نتمكن من مساعدة ما بين 300 و350 شخصًا من ذوي الإعاقة الإضافية كل عام».

وتؤكد أن عمر المستفيدين يتراوح من خمس سنوات وحتى أكثر من ثمانين عامًا، في العام الماضي وحده نظمنا أكثر من ستة آلاف جلسة تدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة، هدفنا أن يستمر المركز ستين عامًا أخرى، في خدمة هذه الفئة».

قصة ويليام وآفا وغيرهما من روّاد مركز سكروبترون، تجسد ما يمكن أن تفعله الرياضة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط على مستوى التأهيل البدني، بل في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالانتماء والقدرة على التحدي.

المقالة السابقة
المدفع: «الريشة الطائرة» فرصة لإبراز قدرات ذوي الهمم في الإمارات 
المقالة التالية
أمير منطقة الرياض يرعى حفل مؤسسي مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوو الهمم (2) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)