.png)
أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية تنفيذ سلسلة من المبادرات النوعية لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، في إطار التزام الدولة بتطبيق معايير الدمج الشامل والإتاحة الكاملة في مجالات التعليم، والنقل، والمجتمع.
يتزامن ذلك باليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يوافق الخامس عشر من أكتوبر من كل عام
وحسب الصفحة الرسمية للوزارة على موقع الفيسبوك، تلقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن تقريراً من الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة – الإدارة العامة للدعم والتمكين – تناول أبرز الجهود الموجهة للمكفوفين، مشيرةً إلى أن هذا اليوم يعد مناسبة سنوية للتوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، والتأكيد على أهمية العصا البيضاء كرمز للاستقلال والكرامة ووسيلة للتنقل الآمن بحرية في الأماكن العامة.
ويأتي هذا التحرك متسقاً مع التزام الدولة المصرية بالمواثيق الدولية، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تضمن في موادها (9) و(20) و(24) و(27) الحق في الوصول والتعليم والعمل وحرية التنقل، وهو ما ينسجم مع ما أكده الدستور المصري في مادته (81) من التزام الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وتهيئة المرافق العامة ووسائل النقل بما يحقق الدمج الكامل والمساواة.
و أشار التقرير إلى أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2733 لسنة 2018، رسّخ التزام الدولة بحماية حقوق ذوي الإعاقة وضمان تمتعهم بجميع الحقوق والحريات على قدم المساواة مع الآخرين، مع توفير بيئة مهيأة من حيث المرافق والمعلومات ووسائل النقل، وإصدار بطاقة إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة لضمان حصولهم على كافة المزايا القانونية.
وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي أن جهودها مستمرة لتعزيز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مختلف المجالات، مشيرة إلى توزيع 2000 جهاز «لاب توب ناطق» مجهز بالكامل لدعم الطلاب المكفوفين في مواصلة دراستهم الجامعية بطريقة أكثر سهولة واستقلالية، إلى جانب صرف منح دراسية شهرية للطلاب المكفوفين الملتحقين بالجامعات الحكومية تعزيزاً لمبدأ تكافؤ الفرص في التعليم العالي، وإتاحة فرص متكافئة في التعلم الرقمي.
ونظمت وحدات التضامن الاجتماعي في الجامعات الحكومية حملات توعية موسعة لنشر ثقافة الدمج واحترام استخدام العصا البيضاء، كما تم توزيع 1000 عصا جديدة على الطلاب المكفوفين دعماً لاستقلالهم وتيسيراً لحركتهم داخل الحرم الجامعي.
وفي مجال الإتاحة والتنقل، أوضح التقرير أنه في إطار بروتوكول التعاون بين وزارتي التضامن الاجتماعي والنقل، تم تجهيز وإتاحة 35 محطة مترو و15 محطة سكة حديد بمسارات إرشادية خاصة لتيسير حركة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وضمان تنقلهم الآمن والمستقل، بما يعكس التزام الدولة بتطبيق مبدأ الإتاحة الشاملة في المرافق العامة ووسائل النقل الجماعي.
كما تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بالمؤسسات العاملة في مجال رعاية وتأهيل المكفوفين، وعلى رأسها مؤسسة «النور والأمل» لرعاية الكفيفات، التي تُعد من أقدم وأبرز المؤسسات في هذا المجال، إذ تقدم برامج تعليمية وثقافية وفنية موجهة لتمكين الفتيات من ذوات الإعاقة البصرية، ويعد فريق الموسيقى والغناء التابع للمؤسسة نموذجاً ملهماً للإبداع والدمج المجتمعي، حيث يشارك في فعاليات فنية وثقافية داخل مصر وخارجها، ممثلاً نموذجاً حقيقياً للطاقات الإنسانية الجديرة بالدعم والتقدير.
وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة التي تضع العدالة الاجتماعية والدمج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أولوياتها، بما يضمن عدم ترك أي فئة خلف مسار التنمية، ويعزز مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية.
وشددت وزارة التضامن الاجتماعي على أن العصا البيضاء ليست مجرد أداة مساعدة، بل رمزٌ للاستقلال والكرامة والحق في الحياة الكريمة، داعيةً المواطنين إلى احترام مستخدميها وإتاحة الطريق لهم، وعدم لمس عصاهم دون إذن، وتقديم المساعدة بلطف عند الحاجة، ومنحهم أولوية المرور في الشوارع ووسائل النقل.
وأكدت الوزارة في ختام بيانها استمرار التزامها الكامل بمواصلة العمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع المصري، باعتبار ذلك واجباً وطنياً وإنسانياً راسخاً في ضوء الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية التي صدّقت عليها الدولة المصرية.
