الرياض – جسور
تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة مؤتمر دولي رائد بعنوان “المؤتمر الدولي لتقييم التأهيل عن بُعد خلال مراحل الحياة والعلاج الطبيعي” في نسخته لعام 2025، والذي يُنظَّم على مدار يومين، من 24 إلى 25 يونيو الجاري، بمشاركة نخبة من الباحثين، والخبراء في مجالات الطب الفيزيائي، والتأهيل، والتكنولوجيا الصحية، من مختلف أنحاء العالم.
يشرف على تنظيم المؤتمر المعهد الدولي للبحوث في العلوم والتكنولوجيا IIRST)) وهو يعد منصة بحثية وعلمية متقدمة، تهدف إلى استعراض أحدث الابتكارات في مجال التأهيل عن بُعد، ومناقشة التحديات والفرص في استخدام التقنيات الرقمية لدعم المرضى عبر مراحل العمر المختلفة، من الأطفال حديثي الولادة إلى كبار السن، بما يشمل ذوي الإعاقات الحركية والعصبية.
دعم متكامل لذوي الهمم ضمن رؤية السعودية 2030
يولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا بذوي الهمم، باعتبارهم من الفئات التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من برامج التأهيل والعلاج الطبيعي عن بُعد، خاصةً في المناطق النائية أو في حالات عدم القدرة على التنقل. ويتضمن جدول أعمال المؤتمر محاور علمية تُركز على تطوير حلول رقمية تعزز استقلالية الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتدعم اندماجهم في المجتمع، عبر تقنيات مثل الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار الذكية.
كما يناقش المؤتمر السياسات الصحية والتشريعية التي تضمن شمولية الخدمات التأهيلية، وإمكانية وصول ذوي الهمم إلى رعاية مستمرة وعالية الجودة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تضع تحسين جودة الحياة وتمكين الفئات الأكثر هشاشة في قلب أولوياتها.
يركز المؤتمر على جملة من المحاور الحيوية، منها:
- فعالية برامج التأهيل والعلاج الطبيعي المقدمة عن بُعد.
- قياس أثر التكنولوجيا على النتائج العلاجية.
- تعزيز سبل المتابعة المنزلية للمريض باستخدام أجهزة استشعار متقدمة، وتقنيات الواقع الافتراضي.
- التحديات الأخلاقية والتقنية في استخدام الذكاء الاصطناعي في التقييم الحركي.
- نماذج الرعاية الصحية في ظل الكوارث والأزمات مثل الجوائح.
ويهدف المؤتمر إلى دعم القطاع الصحي في السعودية ضمن رؤية 2030، من خلال تحفيز الابتكار، وتقديم بدائل رقمية للرعاية الصحية التقليدية، مما يرفع من مستوى الشمول والوصول للرعاية، خاصة في المناطق النائية.
المؤتمر يجمع بين الحضور الفعلي والمشاركة الافتراضية
في ظل التوجه العالمي نحو الدمج بين الحضور المادي والرقمي، يوفر المؤتمر تجربة “هجينة” (Hybrid) تتيح للمهتمين حول العالم الحضور الفعلي في الرياض أو المتابعة المباشرة عبر منصات رقمية. وقد فتحت الجهة المنظمة باب التسجيل أمام المهتمين حتى 9 يونيو 2025، في حين يُغلق باب تلقي الملخصات العلمية في 4 يونيو.
فرص بحثية ونشر علمي
سيتضمن المؤتمر عروضًا لأوراق علمية مختارة، وورش عمل تطبيقية، إلى جانب جلسات نقاش مفتوحة مع قادة الفكر في التأهيل الصحي الرقمي. وسيحظى المشاركون بفرصة لنشر أوراقهم العلمية في دوريات دولية متخصصة بعد مراجعتها وتحكيمها.
ومن المتوقع أن يشهد الحدث مشاركة واسعة من:
- أخصائيي العلاج الطبيعي.
- مطوري البرمجيات الطبية.
- مسؤولي التخطيط الصحي.
- طلاب وخريجي كليات الطب والتأهيل.
أهمية الحدث على المستوى الإقليمي والدولي
يأتي تنظيم هذا المؤتمر في وقت يتنامى فيه الاعتماد على وسائل التأهيل والعلاج عن بُعد عالميًا، خصوصًا بعد التجارب المستخلصة من جائحة كوفيد-19، والتي أكدت ضرورة توسيع آليات الرعاية الرقمية، وتطوير بروتوكولات طبية قابلة للتنفيذ عن بعد.
ويُمثّل الحدث أيضًا منصة للتشبيك بين الخبراء، وصناع القرار، والمستثمرين، بما يدفع عجلة التحول الرقمي في الصحة، ويعزز من جودة الحياة للفئات الأكثر هشاشة، خاصة كبار السن، وذوي الإعاقة، والمرضى في مراحل النقاهة طويلة الأمد.
أثر المؤتمر على النظام الصحي السعودي
تسعى السعودية من خلال استضافة مثل هذه الفعاليات إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للابتكار الصحي، عبر:
- استقطاب الكفاءات الدولية.
- دعم البحث العلمي والتطبيقات الميدانية.
- تطوير التشريعات الخاصة بالصحة الرقمية.
- ربط الخدمات الصحية بأهداف الاستدامة والحوكمة الطبية.