تشير التقديرات العالمية إلى أن نحو 1.3 مليار شخص، أي حوالي 16% من سكان العالم، يعانون من إعاقة كبيرة، ويتزايد هذا العدد جزئيًا بسبب شيخوخة السكان وارتفاع انتشار الأمراض غير المعدية.
حسب منظمة الصحة العالمية تبرز الإعاقة كنتيجة لتفاعل الأفراد الذين يعانون من حالات صحية مثل الشلل الدماغي ومتلازمة داون والاكتئاب، مع العوامل الشخصية والبيئية، بما في ذلك المواقف السلبية وصعوبة الوصول إلى وسائل النقل والمباني العامة والدعم الاجتماعي المحدود.
ويؤكد الخبراء أن البيئة المحيطة بالفرد تلعب دورًا رئيسيًا في تجربة الإعاقة ومدى تأثيرها، فالمباني والمرافق غير المُيسّرة تشكل حواجز تمنع المشاركة الكاملة والفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. ويمكن تحقيق تقدم ملموس في تحسين المشاركة الاجتماعية عبر معالجة هذه الحواجز وتسهيل الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يشمل توفير مرافق صحية ومواصلات وتعليم متاحة ومهيأة.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية العديد من المبادرات لتعزيز المساواة الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة، تشمل تسهيل الرعاية الصحية عن بُعد، وتعزيز جمع البيانات المتعلقة بالإعاقة، وتنفيذ استراتيجيات إدماج ذوي الإعاقة، والعمل على إشراكهم في تصميم السياسات والخدمات الصحية. وتؤكد المنظمة على أن تحسين إمكانية الوصول والمشاركة يتطلب تعاونًا مستمرًا بين الدول والمنظمات والمجتمع المدني لضمان شمول جميع الفئات في برامج الرعاية الصحية والخدمات المجتمعية.
ويبرز تقرير عالمي حول المساواة في الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة أهمية تعديل البيئات والمرافق لتصبح أكثر شمولية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومراكز العبادة والمباني العامة، لضمان مشاركة كاملة وفعالة، بعيدًا عن التهميش أو القيود المفروضة على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ويشدد على أن معالجة الحواجز البيئية والاجتماعية ضرورة لتمكين الأفراد من المشاركة في المجتمع بحرية وكرامة.