يواجه الأشخاص من ذوي الإعاقات النمائية في نيويورك بالولايات المتحدة صعوبات متزايدة في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة للفم، وسط تحديات نفسية واقتصادية ونقص في الكوادر المؤهلة. ولأن زيارة طبيب الأسنان قد تكون مرهقة لأي شخص، فإنها تتحول إلى تجربة شديدة التعقيد والتوتر لذوي الإعاقة، ما يدفع بعض العائلات للانتظار شهورًا بحثًا عن عيادة قادرة على استيعاب احتياجات أبنائهم.
قوائم انتظار طويلة ورعاية محدودة
يقول الدكتور وين ليبشيتز مدير مجموعة كلية طب الأسنان بجامعة روتشستر الطبية، إن بعض المرضى ذوي الإعاقات لا يتمكنون من فتح أفواههم أو السماح بأخذ الأشعة، ما يتطلب وقتًا مضاعفًا وجهدًا خاصًا في التعامل معهم”في بعض الحالات قد تستغرق الزيارة الواحدة ساعة ونصف فقط لمحاولة التقاط صورة بالأشعة وقد نحتاج إلى عدة زيارات لتتمكن من التخطيط للعلاج”يوضح ليبشيتز.
لكن هذه العناية الخاصة مكلفة جدا حيث لا تتناسب التعويضات التي توفرها برامج التأمين مثل ميديكيد مع التكاليف الفعلية. وبحسب ليبشيتز لم يشهد القطاع أي زيادة في التمويل منذ 15 عامًا، في حين تضاعفت كلفة المعدات والأجور ثلاث مرات. ويقول”منشآت كثيرة في الولاية لم تعد قادرة على تحمّل الخسائر”.
الموسيقى بوصفها علاجًا مهدئًا
كولبي ماجر شاب وُلد بمتلازمة ويليامز، واحدة من الحالات الجينية المرتبطة بفرط الحساسية والإدراك المختلف. كانت زياراته السابقة لطبيب الأسنان مرهقة ومليئة بالبكاء. حتى وُجد فريق طبي أدرك أن للموسيقى دورًا كبيرًا في تهدئته.
تقول والدته جويس هيرمان”كان أطباء الأسنان فى السابق يرفضون علاجه لأنه لا يتجاوب كما يتوقعون. أما اليوم فالمعالج الموسيقي يرافقه أثناء الفحص. وأيضا الألوان المريحة والغرف الهادئة تساعده كثيرًا. بات يشعر أن الفريق الطبي جزء من عائلته”.
نموذج أكاديمي لتأهيل أطباء المستقبل
ولتخفيف حدة الأزمة أطلقت”مراكز طب الأسنان الأكاديمية بولاية نيويورك” برنامج زمالة يشمل ست كليات ويهدف إلى تدريب أطباء الأسنان الجدد على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية. ويوفّر هذا النموذج خدمات بتكلفة أقل ويعزز من الثقة والمهارات لدى الأطباء في المجتمعات المحلية.
يقول جوناثان تيان الرئيس التنفيذي للمراكز”الكليات تخسر نحو 120 دولارًا في كل زيارة بسبب الفارق بين التكلفة وتعويض التأمين. لذا نسعى لخلق منظومة أكثر استدامة وتُوفّر رعاية منتظمة، وتقلل من أوقات الانتظار وتمنع الحالات الطارئة التي تتطلب دخول المستشفى أو إجراء العمليات تحت التخدير الكامل”
رعاية إنسانية في مواجهة التحديات الاقتصادية
رغم التحديات لا تزال فرق العمل الطبية تبذل جهودًا لتوفير رعاية متخصصة وإنسانية للمرضى. لكن الواقع الاقتصادي الصعب يفرض ضغطًا متزايدًا، ما يهدد استمرارية تقديم هذه الخدمات.
تختم جويس هيرمان حديثها بقلق”كولبي لديه تأمين ميديكيد وميديكير، لكننا نعيش على أمل ألا نفقد هذه الرعاية لأنني حقًا لا أعرف ماذا سنفعل بدونها”.