Skip to content

شهر فخر الإعاقة.. فرصة أصحاب التجارب الملهمة لمواصلة التحدى

شهر فخر الإعاقة.. فرصة أصحاب التجارب الملهمة لمواصلة التحدى

المحرر: سماح ممدوح حسن- أمريكا
الكاتبة جوليا ميترُو

مجتمعات ذوي الإعاقة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تفوت فرصة الاحتفال بشهر فخر الإعاقة في شهر يوليو من كل عام، ويعتبرونه فرصة خصوصا من قبل أصحاب التجارب الملهمة لمواصلة التحدى وتسليط الضوء على مشاكل ومطالب وحقوق هذه الفئة.

ورغم التحديات القانونية والاجتماعية المتزايدة يتمسّك كثيرون بحقهم في الفرح  والاستمتاع، ويعيدون تعريف حضورهم في المجتمع كقوة تغيير لا كعبء.

وفي تقرير لمجلة “ماذر جونز”استعرضت الكاتبة جوليا ميترُو شهادات ثلاثة أمريكيين من ذوي الإعاقة تحدّثوا عن مصادر الفرح والأمل في حياتهم وكيف أصبحت الإعاقة جزءًا من هويتهم الثقافية والسياسية.

التعليم يبدأ من البيت: كارا آيرز

كارا آيرز أستاذة طب الأطفال بجامعة سينسيناتي، تعاني من مرض العظام الهشة وتستخدم الكرسي المتحرك وتؤمن أن مصدر القوة يبدأ من الأسرة. تقول إنها تحرص على تعليم أطفالها تاريخ وثقافة الإعاقة في المنزل لا عبر المجتمع الخارجي الذي كثيرًا ما يُقصي أو يُخطئ في تمثيلهم.

آيرز التي ينتمي زوجها وابنها أيضًا إلى مجتمع ذوي الإعاقة، تؤكد أهمية تقديم شخصيات ملهمة لأطفالها كالناشط المناهض للعبودية بنيامين لاي، أو الناشطة السياسية ريبيكا كوكلي لتكريس إحساس بالفخر والانتماء، خاصة لأطفال ينتمون لفئات مهمشة داخل فئة الإعاقة نفسها.

من الأرض إلى الفضاء: إيه جيه لينك

إيه جيه لينك، رجل أمريكي من أصل إفريقي مصاب بالتوحد ويعمل حاليًا خبيرًا في قانون الفضاء. وجد في هذا المجال وسيلة لربط النضال من أجل العدالة الاجتماعية بالحوكمة المستقبلية خارج كوكب الأرض.

يقول لينك إن الصناعات الفضائية المرتبطة تاريخيًا بالمجال العسكري، تمثّل فرصة لإعادة التفكير في العدالة وبناء أنظمة جديدة تُنصف الجميع بما فيهم ذوي الإعاقة “الفرصة لا تزال قائمة” يؤكد لينك”لأن تلك الأنظمة لم تُبْنَ بالكامل بعد، ويمكننا التأثير في شكلها من الآن”.

جيه لينك رجل أمريكي من أصل إفريقي مصاب بالتوحد

الرقص كفعل مقاومة: ماريسا هاماموتو

أما ماريسا هاماموتو الراقصة الأمريكية من أصول يابانية، فقد حوّلت تجربة إصابتها بشلل مؤقت إلى مصدر إلهام. بعد تعافيها من سكتة نخاعية أطلقت فرقة “إنفينيت فلو دانس” الراقصة التي تدمج بين الراقصين من ذوي الإعاقة وغيرهم، لكسر الصور النمطية وتقديم الفن كأداة للشفاء والتمكين.

تقول هاماموتو إن الرقص أنقذها مرتين. مرة حين كانت طفلة تشعر بالاغتراب، ومرة بعد إصابتها الجسدية والنفسية. وتضيف “وجدت في الرقص مساحة لأكون كما أنا. الفرح ليس ترفًا بل فعل مقاومة.”

ماريسا هاماموتو الراقصة الأمريكية من أصول يابانية

بين السياسة والثقافة: فخر لا يُقهر

يأتي شهر فخر الإعاقة هذا العام وسط محاولات لتقليص تمويل برامج الرعاية الصحية واستهداف القوانين التي تحمي ذوي الإعاقة. لكن الشهادات الثلاث تؤكد أن الفرح والمعرفة والمجتمع يمكن أن تشكّل حائط صدّ أمام السياسات الإقصائية.

في نهاية المطاف لا يُمثل”شهر فخر الإعاقة” مجرد مناسبة رمزية بل دعوة لإعادة التفكير في مفهوم الإعاقة نفسه: ليس كعجز فردي بل كبنية اجتماعية وسياسية، تتيح لمن يعانون منها أن يكونوا فاعلين ومصدرًا للتغيير في مجتمعاتهم.

المقالة السابقة
تحذيرات من تحول التكنولوجيا لوسيلة تهميش لتجارب ذوي الإعاقة
المقالة التالية
أعقتُ الإعاقة.. سعيد القحطاني: الصم العرب يواجهون تحديات حقيقية