نظّمت مؤسسة “بصيرة” لرعاية ذوي الإعاقات البصرية بجمهورية مصر العربية، معسكرا ترفيهيًا بمدينة الإسماعيلية، شارك فيه 240 فردًا من أبناء المؤسسة المكفوفين وضعاف البصر وأسرهم، ضمن جهود المؤسسة لدمج الأطفال ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع وتعزيز ثقة الأسر في قدراتهم.
امتد المعسكر على مدار أيام داخل أحد المنتجعات السياحية، وضم 47 أسرة، وتنوعت فعالياته بين أنشطة رياضية وترفيهية وتدريبية، هدفت إلى بناء علاقات صحية بين الأطفال وأسرهم والتوعية بطرق التعامل السليم مع الإعاقة البصرية وكسر الحواجز النفسية والمجتمعية التي تعيق الاندماج.
وأكدت السيدة دعاء مبروك المدير التنفيذي لمؤسسة “بصيرة” والخبيرة في مجال الإعاقة البصرية، أن المعسكر يأتي في إطار استراتيجية متكاملة تعتمدها المؤسسة لتمكين الأطفال ذوي الإعاقات البصرية من الاعتماد على الذات والاندماج في الحياة اليومية. وقالت:
“نحن لا نقدم نشاطًا ترفيهيًا فقط بل نؤمن أن كل تجربة يعيشها الطفل في بيئة آمنة وداعمة تُعدّ خطوة نحو بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه، كما نعمل على تدريب الأسر ليكونوا شركاء حقيقيين في هذه الرحلة.”
وتابعت مبروك أن المعسكرات الترفيهية التي تنظمها “بصيرة” تعتمد على أحدث البرامج التدريبية في العالم ويشرف عليها نخبة من الخبراء المتخصصين، مشيرة إلى أن الهدف النهائي هو إعادة تقديم الطفل الكفيف كمواطن فاعل ومنتج في مجتمعه مدعومًا بأسرة مؤمنة بقدراته ومحفزة لإمكاناته.
من جانبها، قالت الدكتورة سامية سري مدير مراكز التأهيل والتدريب بمؤسسة بصيرة، إن المعسكر شمل أنشطة متنوعة منها، السباحة واللعب والرياضة وزيارة إحدى مزارع المانجو الشهيرة بالإسماعيلية، إلى جانب الاستماع لأصوات السفن وهي تعبر قناة السويس. بهدف إتاحة تجربة صيفية متكاملة تنشط الحواس وتعزز المهارات الاجتماعية والمعرفية لدى الأطفال.
وأضافت سري: “النتائج كانت مذهلة. فقد لاحظنا تحسنًا واضحًا في ثقة الأبناء بأنفسهم كما لاحظنا تفاعلًا قويًا بين الأسر وتبادلًا للخبرات والتجارب مما عزز من روح الدعم الذاتي فيما بينهم.”
ووصفت الأسر المشاركة التجربة بأنها فريدة من نوعها، حيث منحت أبناءهم فرصة للاعتماد على النفس واكتساب مهارات حياتية جديدة كما ساهمت في تقوية الروابط الاجتماعية بين العائلات والتخفيف من مشاعر الخوف والقلق التي تعيشها بعض الأسر في تعاملها اليومي مع الإعاقة.
يُذكر أن مؤسسة “بصيرة” منذ تأسيسها تهدف إلى خلق بيئة حاضنة لدمج الأطفال المكفوفين وضعاف البصر في المجتمع عبر مشروعات نوعية وحملات توعية وبرامج تدريبية تستهدف الأسرة والمدرسة والمجتمع المحيط، من أجل بناء مستقبل أكثر إنصافًا وشمولًا للأطفال ذوي الإعاقات البصرية.