Skip to content

السوافيري “قعيد” مات جوعًا.. أصبح هيكل عظمي بسبب حصار غزة

السوافيري “قعيد” مات جوعًا.. أصبح هيكل عظمي بسبب حصار غزة

المحرر: سماح ممدوح حسن - غزة

في مشهد يدمى القلوب، يفضح الإنسانية ويعلن موت ضمير العالم، مات الشاب الفلسطيني محمد السوافيري  جوعا، بعد صراع معاناة شديدة عاشها طوال الأسابيع الماضية، هو ومئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصا من ذوي الإعاقات الحركية والذهنية.

محمد السوافيري الذي يعاني من  شلل نصفي، كان منطقيا أن يستشهد في قصف جوي لجيش الاحتلال، فهو آخر من يستطيع الهرب، لكن الحقيقة المؤلمة أنه مات بعد أن افترس الجوع ما تبقى سليما من جسده الهزيل، القابع في كرسيه المتحرك.

المتحدث باسم الدفاع المدني فى غزة، يصف الحال الذي وصل إليه السوافيري وكل الجوعى من أهل غزة وهم يفارقون الحياة بأمعاء خاوية، يقول: “إن الإنسان يستغرق شهورا بعد الموت ليصل إلى هذه الحالة ويظهر كهيكل عظمي، أما السوافيري فقد وصل لتلك المرحلة بينما لا يزال على قيد الحياة” متسائلا في حزن ويأس: هل السوافيري سيكون آخر من يموت جوعا، ليجيب على نفسه:”لن يكون الأخير إن بقي الحال على ماهو عليه”.

وعن موت السوافيري الشاب ذو الإعاقة الحركية علقت المقررة الأممية فرنشيسكا ألبانيز قائلة”إن جيلها تربي على أن النازية كانت الشر الأعظم لكن إسرائيل اليوم تجوّع الملايين وتطلق النار على الأطفال للمتعة.

عانى محمد السوافيري من إعاقة بدنية وكان يعيش في ظروف اجتماعية قاسية وسط الحصار الإسرائيلي الخانق، وانهيار النظام الصحي وشح المواد الغذائية، في الأيام الأخيرة نُقل إلى المستشفى وهو يعاني من ضمور حاد في الجسد ونقص شديد في الوزن، ليُعلن عن وفاته متأثرًا بسوء التغذية، وخلال 24 ساعة من وفاته، لحقه 18 فلسطيني ماتوا من شدة الجوع بحسب وزارة الصحة الفلسطنية فى غزة يوم 20 يوليو الجاري.

نعت منصات إعلامية عديدة محمد السوافيري وتحوّل اسمه إلى وسم متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الناشطون عن صدمتهم من “استشهاد شاب فلسطيني بسبب الجوع في القرن الحادي والعشرين” في مشهد يفضح تقاعس المجتمع الدولي عن وقف جرائم الحرب التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.

وفاة الشاب محمد القعيد والذي يعيش حياته على كرسي متحرك، لم تكن حالة معزولة بل تأتي ضمن مؤشرات مأساوية تتحدث عنها تقارير منظمات دولية مثل الأونروا والصليب الأحمر، عن تفشي سوء التغذية بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة في ظل انعدام الغذاء والدواء والكهرباء.

تقول شهادات محلية من الطواقم الطبية إن “العديد من الأطفال وكبار السن يأتون إلى المستشفيات وهم في حالة شديدة من الإنهاك بسبب نقص التغذية” لكن الكارثة الأكبر كما يصفها الأطباء، هي “العجز الكامل عن إنقاذهم بسبب نقص الحليب والمكملات الطبية”.

محمد السوافيري لم يكن مقاتلًا ولا ناشطًا سياسيًا، بل روحًا بريئة حُبست داخل جسد معاق في مدينة محاصَرة. رحل محمد جوعًا في زمن يُهدر فيه العالم مليارات على الحروب لكنه يعجز عن إيصال وجبة أو علبة حليب لطفل أو شاب عاجز في غزة.

المقالة السابقة
11 هدفًا.. الصين تحقق خطة تحسين رفاهية ودمج ذوي الإعاقة
المقالة التالية
جسور تعلن أسماء الفائزين الأربعة في مسابقة غطاوي