أثناء عمله كشرطي، كان ليندوكوهلي نجكوبو يلاحظ مظاهر الظلم في الشوارع ومع دراسته للدكتوراه اكتشف من خلال بياناته أن النساء ذوات الإعاقة دفعن ثمنًا أكبر خلال جائحة كوفيد-19، إذ ازداد فقرهن وتعرضن لتمييز أوسع.
ورغم مواصلته عمله في الشرطة، نجح نجكوبو في إتمام دراسة الدكتوراه في سياسات التنمية بجامعة كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا (UKZN).
وأظهرت أبحاثه أن أغلب الوزارات الحكومية تفتقر إلى سياسات موجهة خصيصًا للإعاقة، وتعتمد فقط على الدستور والسياسات العامة.
وجاء اختياره لهذا الموضوع متأثرًا بقصة والدته التي عاشت حياتها مع إعاقة، مما ألهمه دراسة تجارب النساء ذوات الإعاقة في جوهانسبرج خلال فترة الجائحة.كشف بحثه أن النساء ذوات الإعاقة واجهن استبعادًا خطيرًا وهشاشة أكبر داخل المجتمعات، تفاقمت بفعل الجائحة وإجراءاتها التقييدية.
أكدت الرسالة أنه : «من بين الصعوبات التي واجهتها النساء ذوات الإعاقة: الحصول على الرعاية الصحية وإجراء الفحوصات وتلقي اللقاحات والوصول إلى خدمات الدعم الحيوية. كثيرات منهن واجهن مخاطر صحية متزايدة، وحواجز أمام الطب عن بُعد واحتمالات أكبر للوقوع في الفقر، وكل ذلك تضاعف بسبب تأثير الجائحة. ورغم محاولات عدة جهات حكومية التصدي لهذه المشكلات، وجد نجكوبو أن جهودها غالبًا ما فشلت بسبب غياب السياسات المصممة خصيصًا للنساء ذوات الإعاقة».
كما أظهرت أن الأشخاص المصابين بالمهق واجهوا قيودًا مالية ومضاعفات صحية نتيجة نقص الرعاية الطبية الملائمة.
وتشير بعض النتائج إلى أنه بغض النظر عن نوع الإعاقة، واجهت هذه الفئات تحديات متشابهة عند محاولة الوصول إلى المرافق الصحية خلال جائحة كوفيد-19. كما تكشف أن الجائحة فاقمت هذه التحديات، حيث أظهرت إجابات المشاركين أن الوضع كان أفضل قبل الجائحة وازداد سوءًا خلالها. وفي بعض الحالات، أظهر مقدمو الرعاية الصحية تحيزات ومواقف عدائية تجاه الأشخاص المصابين بالمهق، وهو ما حدّ من وصولهم إلى الرعاية الصحية، ويمكن أن تكون له عواقب أشد خطورة على النساء المصابات بالمهق اللواتي يسعين إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
أظهر بحث نجكوبو أيضًا غياب الرقابة الفعالة على ظروف النساء ذوات الإعاقة ورعايتهن في المدن.
وأوضحت نتائج الدراسة أيضًا كيف فشلت السياسات والبرامج المصممة لحماية النساء والأطفال ذوي الإعاقة من الاغتصاب والجنس القسري والتحرش الجنسي والتخويف أثناء الطوارئ الوطنية بشكل متكرر. وبسبب جائحة كوفيد-19، فُرضت إجراءات التباعد الاجتماعي لأن أي اتصال بشخص آخر قد ينقل الفيروس بسرعة. وأكثر المتضررين من هذا التشريع هم أولئك الذين يعانون إعاقات شديدة تجعلهم يعتمدون على المساعدة للبقاء على قيد الحياة يوميًا. أي أنهم غير قادرين على القيام بأي شيء بمفردهم.
أحد المشاركين أوضح لنجكوبو أن الأفراد لم يتمكنوا من المساعدة، سواء رغبوا في ذلك أم لا، خوفًا على حياتهم.
سلّط عمل نجكوبو الضوء على أهمية تطوير سياسات صديقة لذوي الإعاقة تضمن حصول الأشخاص ذوي الإعاقة من الفئات الفقيرة والهشة والمهمشة على حماية اقتصادية واجتماعية كافية، وتمكينهم من الوصول إلى برامج الرعاية الاجتماعية التي تعزز التنمية وتحسن وظائفهم الاجتماعية.
وقال إن المنظمات غير الحكومية كانت حاسمة في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة، والتأثير على صانعي القرار في الحكومة والسياسات لمعالجة الصعوبات والظلم الذي واجهته النساء ذوات الإعاقة خلال الجائحة.
وأضاف: «حتى في هذه الفترة الصعبة، واصلت هذه المنظمات جهودها لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة وتحسين الخدمات».
ويهدف نجكوبو الآن إلى توسيع النقاش حول القضايا، مبرزًا أن التحديات تتجاوز الإعاقات الجسدية للنساء، إذ أكد بحثه على التمييز المنهجي الذي يتخلل جميع جوانب الحياة، إلى جانب الحواجز البيئية والمواقف المجتمعية السلبية.
ويأمل الباحث أن يساعد عمله على إحداث تغيير ملموس في سياسات الإعاقة على المستوى المحلي، داعيًا إلى استثمارات أكبر ونهج شامل لتلبية احتياجات النساء ذوات الإعاقة.