لا تزال أجواء إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025 تسيطر على الشارع المصري، وسط احتفاء شعبي واسع بقصص النجاح التي برزت هذا العام خاصة من بين طلاب فئة “الدمج التعليمي” من ذوي الإعاقة الذين أثبتوا أن الإرادة تتفوق على الإعاقة.
في مشهد يعكس روح التحدي جاءت الطالبة”وسام بكري حسن” من محافظة بني سويف في مقدمة الأوائل، بعدما حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية ضمن نظام الدمج الشعبة العلمية، بمجموع 307 من 320 درجة. اعتبرت في تصريحات صحفية أن إعاقتها البصرية لم تكن عائقًا بل دافعًا للتفوق فى جميع مراحلها الدراسية.

ومن بين المتفوقين أيضًا برز اسم الطالبة”ياسمين وليد فاروق محجوب” الطالبة بمدرسة “هارفرد مصر” بالقاهرة التي حصدت المركز الأول ضمن طلاب الدمج شعبة الرياضيات، محققة مجموع 305 درجة. وقد أهدت ياسمين نجاحها لوالدتها التي دعمتها طوال الرحلة الدراسية، مشددة على أهمية الدعم النفسي والمعنوي لطلاب الدمج.

ووسط هذه الأسماء، برزت أيضًا الطالبة “مي” التى حصلت على 90% من محافظة الفيوم التي حصلت على المركز الأول فى مدرستها بالفيوم. ورغم ظروفها الصحية ومعاناتها النفسية بعد فقدها لوالدها تكبدت معاناة الانتقال لمسافة طويلة للوصول إلى مدرستها.

وفي الشعبة الأدبية تألق الطالب”حمزة أحمد إسماعيل عبد الحكم صالح الشيمي، من منطقة المقطم بالقاهرة وتصدر قائمة الأوائل بين طلاب الدمج بمجموع 314 درجة، في تأكيد على أن التميز ليس حكرًا على شعبة بعينها.

ولم تقتصر قصص النجاح على هؤلاء الثلاثة فقط، فقد أُعلن عن تفوق الطالبة چانا أحمد التي جاءت في المركز الثالث على مستوى الجمهورية لفئة ذوي الإعاقة، إلى جانب الطالبة ياسمين التي جاءت ضمن أوائل الجمهورية، ليبرهنوا على أن التحدي لا يعرف حدودًا.
وقد علّق المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة على هذه النتائج قائلًا إن “نجاح هؤلاء الطلاب مصدر فخر وإلهام للمجتمع المصري بأسره”داعيًا إلى توفير مزيد من الدعم المؤسسي والتعليمي لذوي الإعاقة في المراحل الجامعية المقبلة.
إرادة تتحدى الواقع
قصص وسام وياسمين وحمزة وجانا ليست مجرّد نجاح دراسي، بل هي روايات إنسانية تعكس صلابة الإرادة أمام تحديات الواقع،وتؤكد أن التعليم الدامج عندما يتوفر له الحد الأدنى من الإمكانيات والعدالة يفتح آفاقًا لا تُحدّ لطموح الطلاب من ذوي الإعاقة.
في ظل احتدام النقاش المجتمعي حول نتائج الثانوية العامة هذا العام، تظل هذه النماذج الملهمة بارقة أمل ورسالة قوية بأن تمكين ذوي الإعاقة لا يتوقف عند الشعارات، بل يبدأ من الاعتراف الحقيقي بقدراتهم ودعمهم للوصول إلى منصات التتويج.